ليال حدادفي الذكرى الرابعة لاغتياله، عاد طيف الصحافي سمير قصير ليخيّم على بيروت. أمس، نظّم «الاتحاد الأوروبي» بالتعاون مع «مؤسسة سمير قصير» احتفالاً لتسليم «جائزة سمير قصير لحرية الصحافة لسنة 2009» في فندق «فينيسيا» في بيروت. لم تنتظر رئيسة لجنة التحكيم، الصحافية الإسبانية مونيكا بريتو، كثيراً قبل أن تعلن أسماء الفائزتَين لهذا العام بعدما قدّم 150 صحافياً مواضيعهم إلى لجنة التحكيم. هكذا، ذهبت جائزة «أفضل مقال رأي» (12500 يورو) للصحافية المصرية منى الطحاوي عن مقالها «عن العنصرية في مصر» المنشور في صحيفتَي «العرب» القطرية و«المصري اليوم» المصرية و«إنترناشونال هيرالد تربيون». وقد عرضت الطحاوي في المقال تجربتها مع العنصرية المصرية تجاه السودانيين في بلدها. صعدت الطحاوي إلى المنصة وذكّرت الحاضرين ـــــ بينهم السفير المصري أحمد فؤاد البديوي ـــــ «بأنّ من يحبّ بلده يكثر من انتقاده ولا يصمت كما تحاول الأنظمة العربية إقناعنا».
أما جائزة «أفضل تحقيق صحافي» (12500 يورو) فحازتها اللبنانية كارول كرباج عن تحقيقها في «نهار الشباب» الذي تناول موضوع الدعارة في لبنان وحمل عنوان «نساء لبنانيات وأجنبيات يؤجّرن أجسادهن... لترفيه الرجال». كارول أيضاً لم تنس إيصال رسالتها إلى مَن عرقل عملها، فتوجّهت بالشكر إلى «الأمن العام اللبناني الذي لم يكن متعاوناً ولم يزوّدني بأي أرقام حقيقية»!
بدت الصحافيتان مفاجأتين بفوزهما، فعبّرت الطحاوي لـ«الأخبار» عن أهمية هذه الجائزة بالنسبة إليها، و«خصوصاً أنها تحمل اسم سمير قصير»، ولم تنس توجيه تحية إلى الصحافيين المقموعين في مصر «كلّنا معهم وعليهم أن يتذكروا العبارة التي قالها سمير في أحد الأيام، وهي أنّ من يحاربنا بالرصاص نحاربه بالقلم». كذلك، رفضت كارول كرباج أي استخدام سياسي لاسم سمير قصير «لأنه سيبقى بالنسبة إلي الشخص الذي تربّيت على مقالاته والصحافي المهني».
وتألّفت لجنة التحكيم هذا العام من رولا خلف («فايننشال تايمز» ـــــ بريطانيا)، ولمياء راضي («وكالة الصحافة الفرنسية»، وصحيفة «الشروق» ـــــ مصر)، ومونيكا بريتو (صحيفة «إل موندو» ـــــ إسبانيا)، ونورا بستاني (صحيفة «واشنطن بوست» ـــــ أميركا) وفرانك ميرمييه (المعهد الفرنسي للشرق الأدنى ـــــ فرنسا)، وساري حنفي (الجامعة الأميركية في بيروت) وجاد الأخوي (مؤسسة سمير قصير). وكما كان قصير حاضراً في الصور التي زيّنت المنصة الرئيسية، تذكّره رئيس بعثة المفوضية الأوروبية في لبنان باتريك لوران «مثقّفاً عربياً وأوروبياً، مثّل رمزاً للقيم المشتركة بين ضفّتي المتوسّط». فيما ذكّرت أرملته جيزيل خوري بدوره في «ربيع بيروت»، معلنةً إقامة مهرجان ثقافي يحمل اسم «ربيع بيروت» بين 17 و 22 الحالي. وكانت حفلة تسليم الجوائز سبقها توقيع عريضة «ضدّ العنف على الصحافة والصحافيين» في حديقة سمير قصير في بيروت.