strong>بشير صفير«إنتِ خابْ أمَلَك يمكِن مِن قانون الانتخاب/ أمَلَك يمكِن مِن قانون الانتخاب». هكذا يقول زياد سحاب في أغنية «رسالة إلى الأمين العام» ذات اللوازم الدائرية الشكل. تعكس هذه الكلمات الموقف العام لعددٍ من الفنانين الملتزمين أو المعنيّين بشكل غير مباشر بالقضايا الاجتماعية والوطنية تجاه انتخابات 2009. لكن الموقف الجامع هذا، يعبِّر عنه كلّ فنان على طريقته... هكذا، تصبح الآراء مختلفة، تراوح بين السلبية القاطعة والإيجابية المتحفِّظة أو الأمل الخجول واليأس المزمِن. لكنّ «تصاريحهم» تصبّ بالنتيجة في خانة واحدة: لا قانون الانتخاب هو الصيغة الأفضل للتمثيل الصحيح، ولا الأسماء الرابحة ستكون الصدى الحقيقي لصوتهم، ولا تلك الخاسرة كانت ستعبِّر عن تصوّرهم لوطنٍ يبدو مستحيلاً.
فنانون مخضرمون وآخرون من الجيل الجديد استطلعت «الأخبار» آراءهم حول الاستحقاق النيابي: «لن أنتخب»، يقول الفنان غازي عبد الباقي. «لا أريد أن أكون رقماً إضافياً في عدّاد هذا النظام الطائفي. والمضحك المبكي هو تلك اللافتة للحزب الشيوعي: فلان، مرشَّح عن المقعد السنّي!». عبد الباقي الذي ينتخب في الشوف، يضيف: «لو كنت من صيدا لأعطيت صوتي لأسامة سعد». الفنان الشاب زياد سحاب كان أقل راديكالية: «لستُ مع المقاطعة، علماً بأنّ النظام السياسي لا يفرز إلاّ تكتلات طائفية. لكنّي سأنتخب «ضدّ»، أكثر ممّا سأنتخب «مع»... يجب إعطاء فرصة لمن لم نجرّبهم بعد، علماً أنّ مشاركتهم أحدثت تغييرات إيجابية في قطاعَي الكهرباء والاتصالات. أنا من كسروان، وكنت سأصوِّت للجنرال. لكنّني سأكون خارج لبنان بداعي العمل، لكن لا مشكلة لأنّ «القصّة» محسومة في هذه الدائرة». أمّا خالد الهبر، فهو ضدّ قانون الانتخاب بالأساس. «أنا مع النسبية، وهذه الانتخابات لن تأتي بأحدٍ يمثلني. الشيوعيون يمثّلونني، لكنّ حظوظهم ضئيلة، للأسف». من جهة ثانية، قال نجل خالد الهبر، الفنان اليساري الشاب ريان الهبر، «هذه الانتخابات «بلا طعمة». ولا فرق إن فازت المعارضة أو الموالاة، فالخطاب السياسي الهابط لن يتغيَّر. لذا، بالمبدأ لا أحد يمثلني. أمّا مرشحو الحزب (الشيوعي)، فلا أعرفهم جيداً. ولا مرشَّح لـ«الشيوعي» في دائرة عاليه، لكنّني سأنتخب «مرشح التيار الوطني الحر» منير أبو فاضل. لا أعرف الكثير عنه، وسأصوّت له نكاية بمرشح حزب الكتائب المنافس له فادي الهبر».
«لست متحمساً، لكن واجب المواطن أن ينتخب»، يقول فنّان الشعب سامي حوّاط. «على الأرجح سأصوِّت، لكنني لم أحسم أمري بعد. بالمبدأ، سأبحث عن المرشَّح الأقرب إلى العلمانية، إذا «زَمَطلا شي غيمة علمانية» في ظل هذا المناخ الطائفي». أما تانيا صالح التي عبَّرت عن قرَفها من الوضع السياسي الراهن في عملها الأخير «يا وْلاد»، فما زالت محتارة بين التصويت والمقاطعة. بين المصيبة والمصيبة الأكبر. «لا أحد يمثل أفكاري 100 في المئة. أنتخب في المتن والكل هنا يعبِّر عن طائفة وأنا لست طائفية». وتعتبر أنّ «التيار الوطني» لديه برنامج، «لكن مَن يكفل أنه سيطبقه إذا فاز في الانتخابات؟».
أحمد قعبور وشربل روحانا التزما الصمت. «صراحة، لا أوَد التعليق. اعْفِني من هذه المسألة» يجيب روحانا. أمّا قعبور الذي نقل بندقيّته من اليسار إلى اليمين بعد الحرب، فقال إنّ الموضوع حسّاس «وأفضِّل عدم البحث فيه، لأن كل كلمة قد تفسَّر بشكل خاطئ إذا لم تُشرح بالتفصيل».
«الفنان يجب أن تكون لديه علاقة مباشرة ببلده لا بالسياسيين، لأن السياسة متقلِّبة وخاضعة للمتغيِّرات الدولية». هكذا تختصر الموضوع الفنانة هبة القوّاس التي ترى أنّ لبنان يمرّ بمرحلة عبور دقيقة إلى مكان آخر. وتختم: «نعم سأنتخب. أنا من صيدا، والمعركة واضحة هناك، لكني لن أعلن الاسم الذي سأمنحه صوتي».
شربل الهبر، مؤسس فرقة Scrambled Eggs، من الفنانين الذين يعكسون هواجس الشباب بلُغة موسيقية غربية. وهو يرى أنّ في الفريقين المتنافسيَن عناصر جيّدة وعناصر سيئة، غير أنه يميل إلى تيّار 8 آذار. «لكن أفضل ألا أنتخب. لا أرى أنني مُمَثَّل. لا أحد يملك رؤية تغييرية بالمعنى الصحيح. أنا مع المعارضة بسبب انحسار الخيارات، ولأن لا رؤية سياسية في حال فوز الموالاة غير تكرار حالات مأساوية».
أما المطربة ريما خشيش، فتصرّ على المقاطعة. «لا أحد يمثلني. وصوتي وعدمه لن يؤثرا». وتختم مازحةً: «لو كان عبد الوهاب مرشَّح كِنتْ صوَّتلّو... عبد الوهاب، وبَسّ!».