زياد عبد اللهيواصل الفيلم سرده، يتعقّب الصور. نتتبع كيف تبعث الكاميرا القوّة في المخرج، ليحتمل هول ما ألمّ به ومَن حوله خلال الانتفاضة الأولى. بعد التدمير الذي طال كلّ شيء، نراه يتعقب ما آلت إليه الصور. إذ صارت صوراً للشهداء، لشباب في مقتبل العمر لا يجدون إلا الموت سبيلاً لمواصلة الحياة. صار المصوّر يخاف من الصورة، لا يضيف أي شيء عليها. إنها صور ملوّنة، قبيحة، تضيء الموت بدل الحياة، صور أسرى إن لم يكونوا شهداء.
«إلى أبي» سيرة وطن بالصور، احتفاء بالحياة وهي تلوّن بالعذاب، وسرد خاص يعطي للصور أبعادها ووثائقيتها، ويجعلها مادة درامية بامتياز ما إن تتغيّر ألوانها، أو تتحول إلى صور هوية أو صور اعتقال أو صور موت. إنه قصيدة بصرية مصنوعة بشغف وألم، يضاف إلى منجز شحادة الوثائقي كأعماله «قرب الموت» (1997) و«العكاز» (2000) و«غزّة دموع بطعم آخر» (2006).