الدار البيضاء ـــ هشام بن الشاوييبدو أنّ الدعوى القضائية المرفوعة ضدّ ثلاث صحف مغربية مستقلة لن تنتهي فصولها قريباً. إذ أجّلت المحكمة الابتدائية في عين السبع في الدار البيضاء النظر في الدعوى إلى 15 حزيران (يونيو) الحالي. أما التهمة الموجّهة ضّد كل من «المساء» و«الأحداث المغربية» و«الجريدة الأولى» فهي «المس بكرامة الزعيم الليبي معمر القذافي»، على خلفية مقالات صحافية تعرّضت له في سياقات مختلفة.
وكان يفترض أن تنظر المحكمة في القضية للمرة الأولى في 18 أيار (مايو) الماضي، لكن الجلسة تأجّلت إلى بداية الجاري بناءً على طلب الدفاع عن صحيفَتَي «الأحداث المغربية» و«الجريدة الأولى»، بينما تغيبت عن تلك الجلسة صحيفة «المساء». ومجدداً تأجّلت الجلسة إلى مطلع الأسبوع المقبل، مع اتخاذ الصحف الثلاث قراراً بإقامة جبهة دفاع موحدة.
وكان وزير الاتصال السابق، الصحافي محمد العربي المساري، قد أضيف إلى لائحة المتهمين بعد قوله لجريدة «المساء» في حوار صحافي «إن الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز له مواقف طفولية تشبه مواقف الرئيس الليبي». ويجرّم القانون المغربي في فصله 52 المسّ بكرامة رؤساء الدول الأجنبية، وبالتالي تفاجأت الصحف الثلاث بأن النيابة العامة هي التي حرّكت القضية لا السفارة الليبية. وقد طرح ذلك علامات استفهام عدّة ذكرتها «الجريدة الأولى» بشأن إمكان تعرّض وزارة الخارجية المغربية لابتزاز السلطات الليبية. وكان رئيس النقابة الوطنية للصحافيين المغاربة يونس مجاهد قد أكّد في تصريح سابق لوكالة «قدس برس» أن نقابة الصحافيين لا تعترض على حق أي جهة في اللجوء إلى القضاء لإنصافه، كما دعا مجاهد الزعيم الليبي إلى سحب دعواه القضائية، والتحلي بسعة الصدر والاكتفاء بحق الرد والتوضيح باعتباره من العاملين في الشأن العام والمعرّضين بحكم الوظيفة إلى الإشادة والنقد.
في افتتاحيته ليوم الثلاثاء 18 أيار (مايو)، كتب مدير «الجريدة الأولى» علي أنوزلا أنه يكتب الافتتاحية من داخل قاعة المحكمة، حيث أطفأت شمعتها الأولى هناك، واصفاً المحاكمة بالسريالية. أما الصحافي المختار الغزيوي فكتب في جريدة «الأحداث المغربية» أن القذافي «لا يكتفي بتكميم أفواه الزملاء الليبيين، بل يطمح في إطار مشروعه القومي الذي لم ينجح أبداً في أن يوحد العرب جميعاً في القمع وإسكات الصحافين. ولن نلوم الرجل إطلاقاً، فهو أتى إلى الحكم على متن دبابة».