◄ عن روايتها «المثقفون» (Les Mandarins) نالت سيمون دو بوفوار جائزة «غونكور» لعام 1954. رغم ارتكاز شهرة حبيبة سارتر على أطروحتها النسويّة الشهيرة «الجنس الثاني»، تبقى الرواية المذكورة وثيقة شاملة عن مرحلة ما بعد الحرب العالميّة الثانية. نقرأ «المثقفون I و II» (الكلمة، الآداب ــــ ترجمة ماري طوق) اليوم بالعربيّة، ونتتبع في الجزء الأول باريس عشيّة انسحاب الجيش الألماني والسنوات الثلاث التي تلته، وفي الجزء الثاني نذهب مع دو بوفوار إلى الولايات المتحدة وإلى أحضان نلسون ألغرين، عشيقها الذي تهديه الرواية. نقرأ هنا بقلم شاهد من أهله، أثر الحرب على المثقفين الأوروبيين كأفراد (انطلاقاً من تجربة دو بوفوار)، وعلى التيارات الفلسفيّة والأدبيّة التي قادها من أرادوا أنفسهم «مثقفين ملتزمين» من كبار الأدباء والتشكيليين والفلاسفة.
◄ انتهى العمل على تقرير «حال الأمّة العربيّة 2008 ــــ 2009: أمّة في خطر» (مركز دراسات الوحدة العربيّة) قبل أيام معدودة من نشره. البحث الذي وقّعه باحثون عرب، يقدّم خلاصة قديمة جديدة، من خلال دراسته لمستجدات الأوضاع السياسية في الأشهر الثلاثة الأولى من العام الحالي. تغيّر الإدارة الأميركيّة، العدوان الإسرائيلي على غزّة، القمم العربيّة المتلاحقة من الكويت إلى الرياض فالدوحة، لحظ التقرير السنوي أن بؤر التأزم هذا العام حافظت على ثباتها، لكنّها اتخذت أبعاداً جديدة في الإطارين العربي والدولي ومن الناحية الاقتصاديّة.

◄ أربع شخصيّات قد تكون حقيقيّة تدير دفّة الحبكة الروائيّة في «سور جدّة» (الفارابي) باكورة السعودي سعيد الوهابي (1986). رجل يقارب السبعين عمل في منصب أمني حساس أربعين عاماً من عمره، وشاب يقع ضحيّة حب لم ينجح، وطالب جامعي يتميز بدقّة الملاحظة والتحليل الموضوعي يوصِّف هنا ظاهرة المثلية الجنسيّة في السعودية، ومواطن يحكي تجربته مع الموت الذي جعل من حياته دوماً تتخذ مسارات لا يريدها. نزاعات شخصانيّة بين ماضي الأفراد ومستقبلهم، ونزاعات من نوع آخر قد تعكس واقع شعب، يقدّمها الوهابي في لغة تحتاج لتعمل على نفسها وإيجاد أدواتها أكثر.

◄ بعدما غابت عن كتابته طويلاً لغة الشعر، يعود جنان جاسم حلاوي بديوان «هذا المساء حار جدّاً» (نلسن). يأخذنا الروائي والشاعر العراقي المقيم في السويد إلى عوالم الوحدة في منفاه البارد ومفارقات غريبة بين حياته في الغربة وحنينه إلى الوطن الذي يصطدم بالحرب والمآسي.

◄ من صخرة الروشة إلى مقاهي شارع الحمراء، ومن ساحة النجمة في وسط بيروت إلى اللاذقيّة فأبو ظبي، يأخذنا نجيب جورج عوض في «على شفتيّ قبلة لن أحصل عليها» (الغاوون) إلى لحظات من الشبق والحنين سرقها من عيون حبيبته في تلك الأماكن. ذكريات راهنة، يقدّمها الشاعر عوض السوري الشاب ( 1972)، الذي أصدر مجموعة أولى بعنوان «طقوس حافية» (2003).