عادل إمام «زعيم» لكلّ الفصول وأحمد السقا أمام الامتحان
إنّه الموسم الصعب باعتراف الجميع. ليس فقط لأنّ شهر رمضان سينهيه قبل موعده، بل لأنّه الأوّل بعد الأزمة المالية التي أثّرت في صناعة السينما المصرية. هكذا، يدخل المنتجون والنجوم سباق صيف 2009 على أمل الخروج بأقل خسائر ممكنة وبعدها فقط يفكّرون... بالأرباح

صاحب المعادلة الخاصّة


هو عادل إمام (الصورة) صاحب المعادلة الخاصة جداً في تاريخ السينما المصرية. ما زال الممثل السبعيني قادراً على جذب الجمهور والوقوف بصلابة أمام إيرادات أحمد حلمي بعدما صمد طويلاً أمام محمد هنيدي ثم محمد سعد. صحيح أنّ تصريحاته السياسية الأخيرة أثارت غضب كثيرين، لكنه ما زال الممثل الكوميدي المفضل للأسرة المصرية. لكن على مَن يدفع لمشاهدة أفلامه، أن ينسى مواقفه عند باب صالة العرض ليتابع كيف يتمكّن كل عام من تقديم الجديد حتى لو لم يكن بالمستوى المطلوب. «الزعيم» يعتمد هذه المرة على البطولة الجماعية في «بوبوس» وهو التعاون الأول له مع المخرج وائل إحسان. هنا، تعود يسرا للوقوف من جديد أمام نجمها المفضل، بالإضافة إلى قائمة طويلة من النجوم أبرزهم أشرف عبد الباقي وحسن حسني وحسن مصطفى وآخرون. وتعوّل شركة «غودنيوز غروب» على الفيلم كثيراً لتحقيق إيرادات كبيرة، وخصوصاً على المستوى الخليجي بعدما اتفقت مع المنتج الكويتي هشام الغانم على وصول إنتاج «غودنيوز» في التوقيت نفسه إلى الصالات الخليجية. فيما يحاول يوسف معاطي مؤلف الفيلم تأكيد قدرته على تقديم قضايا معاصرة في قالب سينمائي جذاب. فبعدما أثار فيلمه «حسن ومرقص» الجدل العام الماضي بسبب معالجته قضية الفتنة الطائفية، يأتي «بوبوس» ليقدّم للمشاهدين العرب كيفية تأثير الأزمة المالية على رجل أعمال يؤدي دوره عادل إمام.

نجم شبّاك جديد


هو الأصغر سنّاً والأقلّ تجربة بين نجوم صيف 2009. فيلمه «طير أنت» هو الثاني في مشواره مع البطولة المطلقة. رغم ذلك، يدخل أحمد مكي (الصورة) بسهولة في قائمة أصحاب الكلمة العليا في الموسم الصعب، بعد النجاح الكبير الذي حققه فيلمه الأول «اتش دبور» العام الماضي وامتداد عروضه شهوراً عدّة بإيرادات قاربت حاجز العشرين مليون جنيه (4 ملايين دولار). وهو ما يفسّر اهتمام «الشركة العربية للإنتاج والتوزيع» تحت إدارة إسعاد يونس بتوفير كل الإمكانات للفيلم الجديد أملاً بصناعة نجم شباك جديد بعد تراجع محمد سعد ومحمد هنيدي عن المشاركة في موسم الصيف، واعتماداً على ملايين الشباب الذين حقّق مكي شعبية كبيرة بينهم منذ ظهوره الناجح في مسلسل «تامر وشوقية». الفيلم الجديد لمكي مع المخرج أحمد الجندي هو ثاني تعاون بينهما. لكن المؤلف هذه المرة هو الكاتب الساخر عمر طاهر والبطولة لماجد الكدواني ودنيا سمير غانم ولطفي لبيب. تدور أحداث العمل في إطار فانتازي كوميدي حول بهيج الشاب الذي تتوفى أسرته ويعيش مع جده. ويتناول العمل علاقته بمحيطه بطريقه كوميدية. وحتى الآن، لم تطلق الشركة المنتجة أي مواد دعائية من الفيلم انتظاراً لتحديد موعد عرضه النهائي. وسيكون خلال النصف الأول من تموز (يوليو) المقبل على أمل تحقيق أكبر قدر من الإيرادات قبل ظهور هلال شهر رمضان ثم استكمال المهمة في أيام عيد الفطر ولياليه.

العنف للعنف


ربما هي المرة الأولى طوال عشر سنوات التي يواجه فيها نجم أفلام الحركة أحمد السقا (الصورة) هذا الكمّ من الانتقادات على جديده «إبراهيم الأبيض». حتى أنّ أكثر النقاد انحيازاً لموهبة السقا، تعجّب من نسبة العنف التي امتلأت بها مشاهد الفيلم. يحكي الشريط قصة حقيقية عن شاب من منطقة شعبية يربّيه رجل يقود العصابة التي قتلت والده. وعندما يكتشف الحقيقة، يحار بين الانتقام والولاء للرجل الذي ربّاه. الأجواء كلّها تدور في مناطق عشوائية مصرية، قال عنها النقاد إنّها لم تصل بعد إلى هذا الكمّ من القسوة والمفردات اللغوية التي جاءت غريبةً حتى على المصريين أنفسهم. رغم ذلك، لا تزال الإيرادات متماسكة. لكنّ الفيلم قد لا يصمد طويلاً مع نزول أفلام عادل إمام وأحمد حلمي، وخصوصاً أنّه جاء في المرتبة الثالثة بعد «عمر وسلمى 2» و«دكان شحاتة». وإذا عجز «إبراهيم الأبيض» عن تخطّي حاجز العشرة ملايين جنيه (مليونا دولار)، فإنّ السقا سيصبح مطالباً بإعادة حساباته والالتفات إلى همسات غاضبة من فريق عمل فيلم «ديلر» الذي أوقَف تصويره قبل شهور بسبب مشكلات إنتاجية وفضّل تصوير «إبراهيم الأبيض» في سابقة هي الأولى في السينما المصرية. ولم يكن أمام صنّاع «ديلر» سوى الإذعان لرغبة نجم الفيلمين. لكنّ العرض الخاص لفيلم «إبراهيم الأبيض» سبّب صدمةً للعاملين في «ديلر» بسبب وجود بعض المشاهد العنيفة المنقولة من فيلمهم إلى الفيلم الجديد.

حبيب المراهقين


الهجوم المتكرر على طريقة إدارة تامر حسني لمشروعاته الفنية والعداوات التي يكتسبها داخل الوسط الفني كل يوم، وخصوصاً من جمهور عمرو دياب، لا تؤثر بتاتاً في إيرادات أفلامه حتى لو خاصم النقاد هذه الأفلام بسبب غياب الإبداع السينمائي عنها. لكنّ جمهور تامر من المراهقين مستعدّون دوماً لدعم الفيلم وهو ما يفسر تحقيق «عمر وسلمى 2» 8 ملايين جنيه (مليون و750 ألف دولار) في أسبوعه الأول، وهو رقم يزيد بحوالى نصف مليون دولار عن إيرادات الأسبوع الأول لفيلم «عمر وسلمى 1» قبل عامين. يحدث هذا رغم سخط النقاد من مستوى الكوميديا في الفيلم الذي وقّعه أحمد البدري بعد استبعاد مخرج الجزء الأول أكرم فريد واعتماد تامر على ضحكات مستقاة من واقعه مطرباً لا من واقع الشخصيّة التي يؤديها. كما حقّق الفيلم النجاح الجماهيري رغم الخلاف المعلن بين بطليه تامر حسني ومي عز الدين. حتى أنّ كليهما شاهد العرض الأوّل للشريط في صالتين منفصلتين. بينما زادت الانتقادات حول الطفلتين اللتين قامتا بدور ابنتي عمر وسلمى بسبب ترديدهما عبارات لا تناسب عمرهما. وتبدأ أحداث الفيلم بعد حوالى ست سنوات من انتهاء الجزء الأول، حيث يعاني عمر من عدم اهتمام سلمى بالحفاظ على صورتها الرومانسية بعد الإنجاب، فينخرط في علاقات عاطفية أخرى ويبتعد عن الاستقرار العائلي لفترة قبل أن يعود إلى حبيبته من جديد.

صامد.. ومتجدّد


إذا كان جمهور محمد سعد وقبله محمد هنيدي بدأ يشعر بتراجع فنانيه بعد الفيلم الثالث أو الرابع، فانّ أحمد حلمي (الصورة) ما زال ناجحاً في إثارة دهشة جمهوره لقدرته على التطور من فيلم إلى آخر. صحيح أنّ فيلمه «آسف على الإزعاج» حصد كل جوائز المهرجانات المحلية المصرية لأن المنافسة كانت محسومة له من البداية، لكنّ هذا لا يعني عدم تمتّع العمل بمستوى فني جيد. وهذا الصيف، يبدو حلمي واثقاً من نفسه كالعادة. لم يحرص على نشر أخبار أو صور لفيلم «ألف مبروك» حتى الآن. علماً بأنّه جرى تغيير الاسم الأول «عقبال عندكو» بسبب وجود مشروع فيلم آخر يحمل الاسم نفسه. فيما يتعاون حلمي للمرة الأولى مع السيناريست محمد دياب ويجدد التعاون مع المخرج أحمد نادر جلال الذي استعان بممثلين جدد شاركوا في مسرحية «قهوة سادة». أما أحداث الفيلم فتدور في إطار كوميدي حول مشكلات الشباب وحالة الإحباط العامة المنتشرة بينهم. كما يناقش معاناة المواطن المصري من الروتين اليومي. ويُنتظر عرضه تجارياً في الأسبوع الأول من الشهر المقبل.


ZOOM

سينما المخرج


في صيف 2008، دخل فيلم «الريس عمر حرب» للمخرج خالد يوسف في مواجهة مع فيلم «كباريه» للمخرج سامح عبد العزيز. كلاهما نزل إلى الأسواق في التوقيت نفسه اعتماداً على البطولات المشتركة إلى درجة أنّهما حقّقا الإيرادات نفسها تقريباً. والمواجهة تتكرر هذا الصيف مع فيلم خالد يوسف الذي أثار ضجّةً كبيرة «دكان شحاتة» (راجع ص 19) ويعتمد أيضاً على البطولة الجماعية لكن مع تقديم هيفا وهبي (الصورة) للمرة الأولى، فيما يراهن صنّاع «كباريه» على النجاح من خلال «الفرح» مع وجوه لم تشارك في الفيلم الأول. لكن كلا الشريطين («كباريه» و«الفرح») يعتمد على الأحداث المتلاحقة التي تجري في يوم واحد وبتأثير من عدد كبير من الشخصيات. لكن ما تغير هذا الموسم هو نزول فيلم «دكان شحاتة» قبل أسبوعين من موعد عرض «الفرح». وبات الأخير مطالباً بالصمود أمام باقي الأفلام التي تعتمد على النجم الواحد للتأكيد على أنّ سينما المخرج التي أعادها خالد يوسف يمكن أن تكرر مع سامح عبد العزيز.