«إسداءُ قسط من مديونيّة معنويّة طائلة لشاعر محنّك فطن ومُبتكر» دفع بلجنة تحكيم «جائزة الأركانة العالمية للشعر» التي يمنحها «بيت الشعر في المغرب» بشراكة مع «مؤسسة صندوق الإيداع والتدبير» إلى منح جائزتها لعام 2009 للشاعر العراقي سعدي يوسف. الجائزة التي تمنح للمرّة الرابعة تأتي في إطار تقليد احتفائي بالشعراء المغاربة والعرب والعالميّين، انطلق منذ أربعة أعوام نال خلالها الجائزة الشعراء بيي ضاو (الصين) محمد السرغيني (المغرب) ومحمود درويش (فلسطين). وقالت لجنة التحكيم في بيان أصدرته الأسبوع الماضي، إنّ إنتاج صاحب «الشيوعي الأخير يدخل إلى الجنّة» والممتد على ستّة عقود «يؤشّر على كدّ تصوّري عصامي وملحاح» وعلى «مثابرة كتابية» تركت «آثار ملموسة ومحفّزة في الوعي الشعري العربي المعاصر وفي الذائقة القرائية في العالم العربي». تألفت لجنة التحكيم من الناقد السوري صبحي حديدي (رئيساً) وعضوية الشاعرين التونسيين منصف الوهايبي ومحمد الغزي والناقد المغربي بنعيسى بوحمالة ومواطنيه الشاعرين حسن نجمي ونجيب خداري. وتوقفت في بيانها عند مشوار سعدي يوسف، إضافةً إلى تأثره وأثره على رعيل من الشعراء العراقيين في الستينيات واعتناقه عقيدة التجديد الشعري، وعلى التطوير المستمرّ لأدواته منذ أعماله الشعرية المبكرة مثل «قصائد مرئية» (1965) مروراً بـ«نهايات الشمال الإفريقي» (1972)، و«الأخضر بن يوسف ومشاغله» (1972)، و«كيف كتب الأخضر بن يوسف قصيدته الجديدة» (1977)، و«قصائد أقلّ صمتاً» (1979)، و«خذ وردة الثلج، خذ القيروانية» (1987)، وصولاً إلى «إيروتيكا» (1994) و«حانة القرد المفكر» (1997) و«الشيوعي الأخير يدخل الجنة» (2007) وغيرها.
الشاعر العراقي المولود في البصرة عام 1934 حاز العديد من الجوائز الأدبية والشعرية منها «جائزة سلطان العويس»، «الجائزة الإيطالية العالمية» وجائزة «كافافي» من الجمعية الهلّينية، كذلك حاز أخيراً «جائزة فيرونيا الإيطالية لأفضل مؤلفٍ أجنبيّ» عام 2005، و«جائزة الميتروبولس في مونتريال في كندا» عام 2008. وسيكون تسليم درع وشهادة الجائزة للشاعر خلال احتفال شعري يقام في 24 تشرين الثاني (أكتوبر) المقبل في «مسرح محمد الخامس» في الرباط.