في حركة الحصان الذي يركض، الكثير من الحرّية. من هنا، ارتأت ليا سعدناوي أن تُطلق اسم «الحصان الراكض» على الغاليري الجديدة التي تفتتحها اليوم، بما أنّ هدفها جعل الغاليري مساحةً حرّة للفنّ المعاصر. الشابّة ذات الثلاثة والعشرين ربيعاً، أنهت دراستها للتوّ في Saint Martins college of Art and Design في لندن، وانتقلت للعيش في لبنان. لم تكن تفكّر في افتتاح غاليري، بل كانت تريد الانخراط في الفنّ، لكنّها كانت ترى صعوبة في تحقيق ذلك من لندن. تقول: «ليس سهلاً أن يكون المرء فناناً تشكيلياً في أوروبا أو أميركا. بلادهم مكتفية بفنّانيها». في لبنان، بدأت تبحث عن محترف فسيح تكون قادرة على العمل فيه بحرّية. وجدت ضالّتها في مخزن «سليب كومفورت» في منطقة الكرنتينا.... في مكان غير بعيد عن «غاليري زملر ــــ صفير». المكان مؤلّف من غرفتين فسيحتين أوحى لها بفكرة الغاليري. جزء من الفكرة نبع من حبّ الفنانة للاطّلاع على أعمال غيرها ورفضها فكرة تنسّك الفنّان، بينما أرادت إضافة مسرح فنّي جديد إلى الساحة اللّبنانية. اختارت افتتاح الغاليري التي تموّلها شخصياً، بمعرض للتشكيليّة السويديّة سيغريد غلورفلت، يستمر حتى نهاية الشهر. خيار الشابّة الأول يبدو موفّقاً، بما أنّها اعتمدت على نفسها في تأسيس هذا الفضاء واختيار المعارض. تضيف «كنت أريد افتتاح المكان بمعرض لمجموعة فنّانين لبنانيين شباب، لكنني لست مطّلعة كثيراً على أعمالهم، إضافة إلى أنّني أوّل ما رأيت أعمال سيغريد، قررتُ فوراً افتتاح الغاليري بأعمالها». وسيلي المعرض الأول آخر للمصوّر كريم جريج.
لم تفكّر سعدناوي في افتتاح الغاليري بأعمالها، لأنها ترى في الأمر الكثير من الادّعاء، كما أنّها تريد التركيز على المكان لا على نفسها. هذا المكان الفسيح الذي يخلو من أي أثر للزينة، أحبّت ليا فيه جدرانه البيضاء لأنّها يمكن أن تمثّل ركيزة لعمل الفنّانين الذين يمكنهم استخدامه على طريقتهم. تريده أن يكون ملاذاً للفنّ المعاصر بكل أشكاله: «إضافة إلى معارض التشكيل والتجهيز طبعاً، أفكّر في استقبال معارض مجوهرات أو عروض أزياء، شرط أن تكون طريقة العرض تفاعليّة. ما أريده هو إثارة اهتمام الناس وجذبهم إلى الفن».
تبدو سعدناوي بعيدة عن أجواء السوق الفنيّة اللبنانيّة. هي ليست مطّلعة على أوضاع الغاليريهات الأخرى في البلد، وقد يكون في الأمر أكثر من بعد إيجابي. على العموم هي متفائلة بحدوة حصانها الراكض... (اسم الغاليري بالإنكليزيّة)، فلا بدّ من أن تجلب لها الحظ!


حتى 30 الحالي ـــ غاليري The running horse ـ الكرنتينا ــ 03/710225 ــ www.therunninghorseart.com