سناء الخورييرافقك في زيارتك تسجيل صوتي (إعداد بول مطر) يخبر حكاية نجيب وشقته. تعيش للحظة مع سكّان الشقّة في السهرات وصالات السينما. كأنّك أمام انبعاث متأخّر لبيروت الزمن الجميل. الأصغر سنّاً سيحلمون بتلك المدينة المزدهرة الملتفتة إلى المستقبل التي لم يتح لهم معرفتها، بعضهم قد ينتفض لدى سماع صوت القصف. بدأت الحرب، والتسجيل يعلّق: «الحرب بتترك الحياة وراها والناس تفلّ». قبل أن يذهب الناس، كان الصوت يروي قصّة، تقاسمت بطولتها مع نجيب سيدة اسمها دورا. لطالما اعتقدت منى أنّها عشيقة الطبيب الإيطالية، بعدما عثرت على رسائله إليها، موقَّعةً «بحبك». لم تكتشف منى أنّ دورا زوجة الشمالي، إلا بعدما عثرت على ورقة نعْي الدكتور، وكتب عليها «زوجته: دوروثي بوليزافيتش». توفي نجيب الشمالي عام 1973، لهذا بقيت أوراقه مكانها. فقد تركت دورا كل شيء ورحلت بعدما اخترقت خطوط التماس بيتها. التسجيل يخبرك أنّ دورا قررت الرحيل، وتلتفت حولك للتعرّف إليها من خلال بقايا ذاكرة شوّهتها المعارك. للحظة تراودك فكرة ساذجة: لو بقيت دورا هنا لما انتهت القصّة هكذا، ولما تشوّه البيت الأصفر. تدور في أنحاء المكان مستعطفاً هذه السيدة: «دورا، لا تقولي وداعاً!»