بيار أبي صعبفي بداية العرض، تترك الراقصة ميا حبيس لأطرافها أن ترسم خطوطاً متكسّرة في الفضاء، وتحاول أن تنعش جسدها، كي يتمكّن من مغالبة الجاذبيّة، وتفادي الانهيار... الممثّل أحمد غصين، بقامته العملاقة، سيخلق مع هذا الملاك المجروح ثنائيّاً غريباً. الرقص بالأشلاء. الرقص على الأشلاء؟ هناك ما يذكّر ــــ ولو من بعيد وبأدوات أخرى، وفي قالب فنّي مختلف ــــ بمقاربة عصام بوخالد مع جسد برناديت حديب في «بنفسج».
إنّها رقصة الانهيار داخل ما يشبه البيت (سينوغرافيا فارتان أفاكيان)... رقصة متقشّفة، ومنغلقة على نفسها. تكملها نصوص عمر السرديّة المألوفة (حين قرّرت أن أمتهن الرقص: قالت لي عمّتي: «الرقص مش لإلنا») بالصوت، وبالحروف على شاشة العمق، حيث المشاهد مشلّعة أيضاً. هناك لعب على العري، وتأمّل في جدوى الفنّ في حضرة الفاجعة. اللفظ لا ينتظم في معان مفيدة، يبقى صوتاً، حشرجة. يشارك أيضاً في «اغتيال عمر راجح » (إنتاج «بونلي ـــــ مسرح آنسي»/ فرنسا، و«تانزهاوس دوسيلدورف»/ ألمانيا، و«مسرح آغورا ـــ إيفري»/ فرنسا، و«مهرجان دانسينغ أون ذي إيدج»/ أمستردام)، كلّ من ليزات شحادة بمفرداتها الحركيّة الدائريّة والعنيفة، وعلي شحرور الفتى الحائر في الدوامة. وعمر نفسه طبعاً... أليست قصّة اغتياله هي التي جئنا نشاهدها على الخشبة؟


10:00 مساء ٢٥ الحالي ــــ «مسرح المدينة»