سطع» نجمه خلال عدوان غزّة، وصار المصدر الأوّل للأخبار. الثورة الإلكترونية دخلت مرحلة جديدة مع انتشار المواقع «البديلة» في أوروبا والولايات المتحدة. لكن أين العرب من هذه الثورة الإعلامية؟
ليال حداد
لم يكن عدوان غزة سوى الشرارة التي جعلت ما يُعرف بـ «المواقع البديلة» المصدر الإخباري الأوّل لعدد كبير من المتصفّحين. هكذا، استبدل قسم من القراء، مطالعتهم اليومية للصحف، بمواقع إلكترونية إستقوا منها آخر الأخبار والمستجدّات. لعلّ أبرز هذه المواقع هي «بقشيش» www.bakchich.info الذي يتميّز بأسلوبه الساخر، وبعدد زوّاره الذي يتجاوز يومياً مئة ألف. يعمل الموقع الفرنسي على إرفاق مواضيعه برسوم كاريكاتورية، ما يشكّل علامة فارقة في الإعلام الإلكتروني. وخلال العدوان على غزة، ارتفعت نسبة زائريه، ففتح المشرفون عليه الباب أمام المدوّنين للتعبير عن مواقفهم. هكذا، كتب أحدهم وهو جاك ـ ماري بوغيه رأيه بعدوان غزة «كي يفهم الجمهور الغربي» كما قال. وكتب: «لنفترض أنّ إيطاليا تحتلّ سويسرا ونتخيّل أنّ أهالي سويسرا من كثرة الملل قرّروا إطلاق الصواريخ على إيطاليا. طبعاً، ستقوم هذه الأخيرة بالردّ. ولكن لحظة، لماذا لم ينتبه أحد إلى أنّ إيطاليا ـ وخلافاً لكل القرارات الدولية ـ تحتلّ سويسرا منذ 40 عاماً؟». وإن كانت هذه القصة هي طريقة مختزلة وتبسيطيّة لإيضاح وجهة النظر «المقاوِمة» من العدوان، فإّن موقعاً آخر هو «هافنغتون بوست» يلجأ غالباً إلى هذا الأسلوب للوصول إلى القارئ. غير أنّ الموقع الذي يكتسب شهرة واسعة أميركياً، هو موقع إخباري أيضاً يواكب التطوّرات الأميركية والعالمية بصورة ساخرة في معظم الأحيان. وقد تكون أهمّ المواضيع التي أحدثت ضجّة كبيرة ما كتبته ليلى العريان خلال العدوان على غزة. إبنة الأكاديمي الفلسطيني سامي العريان الذي اعتُقل في الولايات المتحدة على خلفيّة اتّهامات تتعلّق بـ «الإرهاب» وأُطلق سراحه العام الماضي، كتبت مقالاً وصفت فيه ما حصل مع إحدى صديقاتها التي التقت بوزيرة الخارجية الأميركية السابقة كوندوليزا رايس في أحد صالونات التزيين أثناء العدوان. ووصفت صديقتها موقف رايس باللامبالي تجاه مئات الشهداء الذين سقطوا جراء العدوان، فما كان من صديقتها إلا أن أنّبتها صورّتها وهي تصفّف شعرها لتؤكّد ما قالته. وإن كانت هذه المواقع حديثة العهد نسبياً، فإن indymedia.org الذي إنطلق عام 1999 كان أوّل من فتح الباب أمام العمل الإعلامي البديل على الشبكة الإلكترونية. وقد أنشأته مجموعة شباب يساريين ومستقلين إثر اجتماع «منظّمة التجارة العالمية» في سياتل. وقدّم الموقع طريقة بديلة في العمل الإعلامي ومعالجة مختلفة للمواضيع السياسية والثقافية...
لكن أين العرب من هذه الثورة؟ الواقع أنّ المساهمة العربية في عالم الإنترنت تقتصر غالباً على منتديات النقاش أو المدوّنات... وجزء كبير منها محجوب وممنوع. لكن بدأت أخيراً تظهر بعض المحاولات الخجولة. مثلاً، إستطاع «منصّات» أن يقدّم نموذجاً جديداً للمواقع المتخصّصة في شؤون الإعلام العربي. كذلك، فإنّ «سيريا نيوز» تحوّل خلال أربع سنوات إلى مصدر مهمّ للمعلومات بالنسبة إلى السوريين، بعيداً عن الإعلام الرسمي أو الإعلام المعارض. والتركيز الأكبر لهذا الموقع هو على التحقيقات الإجتماعية. وكان «سيريا نيوز» أول من طرح من موضوع عمالة الخادمات الأجنبيات في سوريا موجّهاً أصابع النقد والإتهام إلى عدد من المسؤولين عن الملف.

www.syria-news.com
www.menassat.com