بيار أبي صعبوعموماً لمسنا لدى جميع الفنانين العرب المشاركين في الندوة التي احتضنتها القاعة الصغرى في «مسرح المدينة» (بين ٢٣ و٢٦ الجاري)، النزعة نفسها إلى التجاوز، إلى توسيع حدود الحريّة والتعبير، ومواجهة العنف والقمع على أشكالهما... نذكر بينهم: نورا مراد/ سوريا، كريمة منصور/ مصر، مهنّد رشيد/ العراق، أحمد خميس/ الجزائر ــــ تونس، توفيق إيزيديو/ المغرب، زي خولي/ لبنان... كأن هؤلاء يجمع بينهم مشروع تمرّد وجودي أو سياسي أداته الجسد. ويلتقون عند التشبّث بالدفاع عن حضور فردي، منه يبدأ التغيير، خارج طغيان الجماعة، وإملاءات الخطاب الأيديولوجي. الرقص المعاصر، والفنون المعاصرة عموماً تكاد تكون اليوم ساحة المواجهة بين راديكاليّة ومحافظة، بين تمرّد الجسد وطغيان التقاليد والقمع السياسي والاجتماعي على أنواعه.
ومن المتوقّع أن ينبثق من هذا اللقاء شبكة فنيّة واسعة تجمع بين المبدعين والفرق والمؤسسات المستقلّة في مختلف الأقطار العربيّة، لتبادل الخبرات والتجارب، والإمكانات والكفاءات والإنتاجات الفنيّة.