بين المواعيد العربيّة التي أعلن عنها في يوم المرأة العالمي، مبادرات ولقاءات أدبيّة عدّة تستحق الاهتمام. لعلّ أكثرها ابتكاراً تلك الآتية من العاصمة البلجيكيّة، وتجمع أديبات مغربيّات من كلّ المنافي تحت عنوان «مغرب بصيغة المؤنث»: رشيدة المرابط وناديا دالا وسهام بوهلال وحفصة بكري الأمراني (الصورة) وعائشة البصري وفاطمة الزهراء بنيس ونهاد بنعكيدا وفاطمة الورياشي. «8 نساء من أجل 8 مارس»! المبادرة التي أرادها زميلنا الشاعر طه عدنان «فرصة للاحتفاء بوجه حداثي متعدد للمغرب المعاصر»، يلتقي عندها أكثر من جيل وأكثر من لغة (الفرنسية والإنكليزيّة والهولنديّة والعربية والعامية المغربيّة والأمازيغيّة).أما مبادرة «المجموعة النسوية» في لبنان، فستأخذ شكلاً أكثر نضاليّاً، وأكثر ميدانيّة. لا تكتفي هذه المجموعة الراديكاليّة بـ«الاحتفال» بالمناسبة، بل ترى أن ما أنجز على طريق المساواة وحقوق المرأة في لبنان والمنطقة العربيّة ما زال قليلاً، لكي لا نقول معدوماً في بعض الحالات... لذا سيكون يوم الثامن من مارس موعداً للنزول إلى الشارع من أجل دعم حقوق المرأة السياسيّة والاجتماعيّة والاقتصادية...
إنّها المبادرة العلنيّة الأولى لـ«المجموعة النسوية»، وتأخذ شكل الـ«هابنينغ» ومسرح التدخّل المباشر. في شوارع لبنان ستذهب المناضلات منذ نهار السبت، إلى لقاء نساء كلّ يوم وكل حارة، في مختلف الأحياء والمناطق. وسيطرحن الأسئلة الثلاثة الآتية: ما رأيك في حقوق النساء في لبنان؟ ما هي المشكلة الكبرى التي تواجهينها بصفتك امراة؟ ما هي المشاكل الملحّة التي تواجهها النساء في محيطك؟ أما الأحد، أي الثامن من مارس، فسيكون التجمّع الكبير عند كورنيش البحر في عين المريسة (ييروت).
المجموعة التي تضم على وجه الخصوص جيلاً جديداً من النسويات اللبنانيّات، ستعتمد تقنية الفيديو، لتصوير الآراء والمواقف والمشاكل والاقتراحات (تطمح المنظّمات إلى محاورة ألفي امرأة). ستتجوّل الكاميرا في الأماكن العامة، من سوق الخضار إلى سيارات الأجرة... للإحاطة بمشاكل التحرّش الجنسي مثلاً، إلخ. المادة المصوّرة ستكون نواة أرشيف حقيقي، يمكن البناء عليه لاحقاً في مشاريع تربويّة واجتماعيّة، وحتّى فنيّة، مختلفة.

للاستعلام [email protected]