nbn رفعت شعار «أهلاً بالانتخابات»، و«الجديد» فتحَ هواءه لإعلانات المرشّحين، وotv حاضرة في الميدان، وMTV ستتأخّر قليلاً. بينما راحت المحطات الباقية تحشد قواها لليوم المنتظر: 7 حزيران لن يمرّ مرور الكرام على الشاشة
باسم الحكيم
على بعد ثلاثة أشهر من موعد الاستحقاق الانتخابي، ما زالت خارطة البرمجة على التلفزيونات اللبنانيّة ضبابية بعض الشيء. تكتفي بعض المحطات بالإجابة عن سؤالك بأنّ برامجها السياسيّة ستستقبل المرشّحين والأقطاب والزعامات. ثم تقفز فوراً إلى 7 حزيران (يونيو) «حيث سنغطي الانتخابات النيابية في جميع المناطق اللبنانيّة». ولعل nbn هي المحطة الوحيدة التي أولت أهميّةً للاستحقاق قبل أربعة أشهر من موعده. إذ خصّصت برنامج «نحو البرلمان» لمواكبة الانتخابات في جميع الأقضية. وبينما تستعدّ «المنار» لإطلاق برنامج مماثل قريباً، اتّجه تلفزيون «الجديد» إلى بيع ساعات من هوائه يومياً للمرشّحين بالتساوي. وفيما قرّر تلفزيون «المستقبل» مواكبة المرحلة الحاليّة، بالدراما الاجتماعيّة «الشقلبندي» التي تستمر حتى موعد الانتخابات، إضافة إلى البرامج السياسيّة المعتادة، لم توضح LBC ما إذا كانت ستخصص برنامجاً للانتخابات، أم ستكتفي بضيوف «كلام الناس» و«نهاركم سعيد». وستدخل MTV على الخط اعتباراً من نهاية الشهر الحالي، بمجموعة برامج سياسيّة لم تتضح معالمها بعد.
إذاً، حرصت nbn على أن تكون أول الشاشات التي ترفع شعار «أهلاً بالانتخابات». فقد جهّزت برنامج «نحو البرلمان» الذي يعدّه ويقدّمه مدير البرامج السياسيّة فيها عباس ضاهر. يوضح هذا الأخير أنّ برنامجه يرسم صورة عن خريطة 2009 في الأقضية، مضيئاً على التحالفات بين القوى والأحزاب، و«لن يتعاطى بالمسائل السياسيّة الأخرى، ولن يتواجه الأقطاب بعضهم مع بعض لكونهم يخشون ذلك» بينما سيحضر دوماً الرأي التحليلي المتمثل في رؤساء مراكز الاستطلاع والمحلّلين السياسيّين بصورة أساسيّة. ويبدي ضاهر حرص المحطة على أن تكون على مسافة واحدة من الجميع «التزاماًَ بتوجيهات رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي الذي شدّد على الابتعاد عن التعصّب والقوقعة».
وفيما يخوض «الجديد» الصراع الانتخابي عبر برنامج «الأسبوع في ساعة» مع جورج صليبي، وفقرة «الحدث» الصباحيّة، قررت المحطّة أن تبيع مساحة من هوائها للمرشّحين. وتشرح نائبة مدير الأخبار كرمى خيّاط: «واجبنا المهني أن نعطي فرصة للمرشحين كافةً وعلى قدم المساواة. طبعاً سيطلّ في البرنامج الذي يعرض ظهر كل يوم ومساء كل اثنين، المرشّحون الجدد والمستقلون». وتستدرك: «صرّحنا عن البرنامج لوزارة الداخليّة وعن المبلغ الذي يجب استيفاؤه من المرشّح، بمقتضى القانون».
وقبل ثلاثة أسابيع على انطلاقة MTV، لا تبدو الصورة واضحة، وخصوصاً أنّ الأسماء التي قيل إنّها ستكون من نجوم المحطة، لم تعط موافقتها النهائيّة على الظهور عبر شاشتها، في ظل الحديث عن أزمة ماليّة تواجه المحطة قبل ولادتها. ما يجعل الإعلاميّين يفكرون مرتين قبل الموافقة. ويكشف مدير البرامج السياسيّة غيّاث يزبك أن «البرنامج الذي يعده ويقدّمه وليد عبود، سيصب تلقائيّاً في خانة الحديث عن الانتخابات قبل شهرين على إجرائها». ويضيف: «المهلة البسيطة التي تفصل بين ظهور المحطة والانتخابات النيابيّة، لن تتيح لنا الفرصة الموجودة عند بقيّة المحطات العاملة حاليّاً». وفيما يشدد يزبك على حرص المحطة على نقل الرأي والرأي الآخر، يفضل تأجيل الحديث عن شبكة البرامج حتى الأيّام القليلة المقبلة، ريثما يكتمل المشهد أمامه.
في هذا الوقت، لن تخصّص قناة «المنار» برنامجاً لتغطية الشأن الانتخابي، بل ستكتفي بتحويل «حديث الساعة» مع عماد مرمل، و«بين قوسين» مع بتول أيّوب إلى برامج تستضيف المرشّحين والأقطاب السياسيّة، إضافة إلى متابعة صباحيّة يوميّة ضمن «مع الحدث»، على أن تطلق برنامجاً خاصاً بالانتخابات منتصف نيسان (أبريل) المقبل، علماً بأن صيغة البرنامج لم تتضح بعد.
حتى اليوم، لم تحضّر قناة «أخبار المستقبل» برنامجاً بديلاً عن Inter-views مع بولا يعقوبيان التي يُرجّح أنّها ستنضم إلى فريق MTV. وتعلن المحطة أنّ برامجها السياسيّة ستعطي الأولويّة للشأن الانتخابي، بينها «الاستحقاق» مع علي حمادة و«الحد الفاصل» مع سحر الخطيب، و«استديو 24» مع نديم قطيش. ووجد تلفزيون «المستقبل»، طريقة أخرى لمقاربة الانتخابات، عبر نص درامي كتبه أنطوان غندور ويخرجه ألبير كيلو وتنتجه شركة «نيولوك بروداكشن» في 13 حلقة، تتوزع بطولتها بين أحمد الزين وبيار داغر ورندا الأسمر. وتدور أحداثه حول الشقلبندي «الذي يتلوّن بحسب الظروف والمعطيات، والمنتشر بقوة في مجتمعنا».
ما زالت LBC، تتكتّم عن برمجتها الخاصة بالقناة الأرضية، وعن المفاوضات المستمرة مع مي شدياق. أمّا Otv، فستحوّل برامجها السياسيّة إلى تناول الشأن الانتخابي، هكذا يرتدي «الحق يقال» مع ماغي فرح ثوباً انتخابيّاً، وكذلك «في التفاصيل» مع رولا معوّض. ويتحدث رئيس تحرير الأخبار والبرامج السياسيّة جان عزيز، عن أكثر من برنامج يجري الإعداد له، لافتاً إلى «حرص المحطة على التزام تطبيق القانون الإعلام الانتخابي». لكنّ الدعاية الانتخابيّة لن توفر البرامج الاجتماعيّة في Otv. إذ تقدّم شيرلي المر في برنامجها «فكر مرتين» سلسلة حلقات عما تسمّيه «إنجازات تكتل الإصلاح والتغيير على الصعيد الوطني والتنفيذي». ولعلّ الشاشة البرتقالية ليست الوحيدة في هذا المجال. في ظل امتلاك كل طرف محطّته الخاصة، كيف ستؤول المعركة الانتخابية على الشاشة يا تُرى؟