strong>صباح أيوب... واجتمع أرباب الصحافة الفرنكوفونية أوّل من أمس للتفكير في مستقبل المهنة. قرّر الإعلام اللبناني المطبوع تحديداً الناطق باللغة الفرنسيّة أن يسأل عن وضعه ومصيره في 2009: أين هو اليوم؟ ما هي استراتيجياته؟ هل هو محكوم بالتعاطي مع الإنترنت في المستقبل؟! هذا السؤال الأخير بدا غريباً في ذروة «عصر الإنترنت»، بعدما اعتنقت وسائل الإعلام العالمية «الدين الجديد» واستطاعت ترويضه وفق مصالحها. إذ فهمت أن لا مفرّ من اللعب بين خيوط الشبكة العنكبوتية. ولعلّ الملصق الإعلاني لندوة «مستقبل الإعلام الفرنكوفوني في لبنان هل يمرّ عبر الويب» الذي عقد أوّل من أمس في «المركز الثقافي الفرنسي» هو خير تعبير عن وضع الصحافة الناطقة بالفرنسية: عدسة مكبّرة وُضعت على رموز الإنترنت الثلاثة WWW معلنةً اكتشاف أهل الصحافة الفرنكوفونية في لبنان سرّاً خطيراً يدعى «الإنترنت»، وأن اجتماعهم الطارئ عُقد بهدف اتخاذ قرار «مصيري» بشأنه! تخال نفسك في زمن آخر.
لكن الندوة التي بدت في عنوانها كأنّها أخطأت التوقيت، تضمّنت بعض الطروحات الواقعية والآنية، وخصوصاً في ما يتعلّق بتراجع نسبة قراءة الصحافة الفرنكوفونية ونفور المعلنين. لكنّ هذا الواقع قسّم المحاضرين بين معترف بالأزمة، ومتفائل بازدهار الفرنكوفونية في لبنان. سيبيل رزق (Le commerce du levant)، غابي نصر (L Orient le Jour)، بول خليفة (l Hebdo Magazine) وإلودي موريل (eloubnan.info) جاؤوا بسنوات خبرتهم الطويلة ليضعوا مشكلاتهم تحت المجهر ويخططوا لمستقبل صناعة تتهدّدها عجلة الزمن. واقع عرضته سيبيل رزق التي تحدّثت عن ارتفاع كلفة الورق، وصعوبة جذب المعلنين، ونسبة قراءة الفرنكوفونيين المتدنية، ومشكلة إيجاد الأقلام الشابّة المهيّأة... لكن هذه المشكلات قوبلت بتفاؤل بول خليفة الذي أعرب عن ثقته الكاملة بواقع الفرنكوفونية ومستقبلها، مستشهداً بزيادة عدد المدارس الفرنكوفونية... في الأوساط الشيعيّة! لكنّ سيبيل رزق أشارت إلى أنّ أغلبية «قرائهم» هم من يُختصرون بـ«سيّدات الأشرفية». هكذا، اضطر بول خليفة إلى كبح تفاؤله متضرّعاً لله بـ«إطالة أعمارهنّ»! أمّا غابي نصر ذو الخبرة الأطول في المجال، فبدا «متروياً» في فتح ملفّ العلاقة مع الإنترنت رغم اعترافه بأنّ العمود الفقري لقرّائه هم المغتربون! لكن إلى متى؟ حاولت إلودي موريل ـــــ التي بدت ناطقةً باسم ثورة الإنترنت في الجلسة ـــــ أن تقنع أرباب الورق بعالم افتراضي يلاحق الخبر بالثانية... لكنّ مهمتها كانت شبه مستحيلة! اختلف الفرنكوفونيّون في ما بينهم في النهاية، رغم إجماعهم على أنّ «المرور بالويب» بات ضرورة لا خياراً.


مولود إعلامي جديد