بيار أبي صعب«فالس مع بشير»، فيلم التحريك الإسرائيلي الذي انطلق من «مهرجان كان» ليصل إلى «الأوسكار»، ما زال يثير النقاش في لبنان. إنّه «يتحدّى المنع»، قرأنا على غلاف «نهار الشباب» مع صورة هائلة من الفيلم، ومجموعة أخرى فلشت على صفحتين في الداخل، كما نحتفل بعمل عربي يعاني من بطش الرقابة مثلاً. أيّة «وقفة بطوليّة» للفيلم في مواجهة القوانين اللبنانيّة «الجائرة»؟ إنّه مطروح للبيع لدى القراصنة ككل أفلام العالم. وهناك اهتمام مشروع به، لأنه يعود إلى مرحلة مؤلمة من تاريخنا القريب: مجازر صبرا وشاتيلا.
من الطبيعي أن يعرض الفيلم في إطار محدود، شرط أن يقدَّم بصفته الحقيقيّة، وترافقه نقاشات حقيقيّة: كيف، ومن وجهة نظر من، صوّر آري فولمان المجزرة: بين ضحيتها و«منفّذها» و«مرتكبها» الفعلي الغائب؟
أما العرض التجاري، فمسألة أخرى. نطالب بحقّ مارك أبي راشد في عرض فيلمه على الشاشات اللبنانيّة مثلاً. فهل ننحاز، بالحماسة نفسها، إلى حقّ السينما الإسرائيليّة في غزو شاشاتنا؟
من الطبيعي أن يعرض الفيلم في مركز «أمم»، المشغول بالذاكرة الجماعيّة وجراح الحروب الأهليّة.
لكن حبّذا لو لم تصاحب العرض تلك الدعاية الاستعراضيّة التي قطفتها الصحافة الإسرائيليّة، وانزلق عليها وزير الإعلام طارق متري حين اختار أسوأ الأمثلة الممكنة للدفاع عن مشروعه التقدمي لإعادة النظر في فلسفة الرقابة وقوانينها. هذا المساء تقترح «حركة الشعب» عرضاً لـ«بشير» يتبعه نقاش عن الفيلم.
تعالوا شاهدوا كيف ينظر «التقدمي» آري فولمان إلى المجزرة!


6 مساءً ـــ مركز حركة «الشعب»، نزلة السلطان إبراهيم، بناية لاند ترايد ـــ الجناح (بيروت)