يفتتح «ليبان جاز» موسمه الجديد مع «رباعي نْغويان لي». الفنّان الآتي من الإلكترو ـــــ جاز، يستعيد الأميركي الثائر الذي تحوّل أيقونةً موسيقية، ورمزاً لجيل ومرحلة
بشير صفير
بعد الموسيقى الأفريقية مع بونغا الذي زار لبنان ضمن «ليبان وورلد» منذ أشهر، يستعيد «ليبان جاز» زمام النشاط الموسيقي ويستضيف الأحد المقبل «رباعي نْغويان لي» ليقدّم في صالة «ميوزِكهول» أمسية واحدة بعنوان «تجربة جيمي هندريكس» (اسم فرقة جيمي هندريكس في مرحلة من مسيرته). هذه الحفلة هي الأولى في موسم 2009، وتليها حفلتان، الأولى في 15 آذار (مارس) المقبل لعازف البيانو الأرمني تيغران همسيان وفرقته، والثانية في 10 أيّار (مايو) لبوغه فوسلتوفت، إضافة إلى حفلات أخرى لم يعلن عنها المنظمون بعد.
هكذا يستهل مهرجان «ليبان جاز» موسمه الجديد مع عازف الغيتار الفيتنامي المولود في باريس نْغويان لي، مع فرقته المؤلفة من فرنسيس لاسوس (درامز)، لينلي مارت (باص) وكاتي رونوار (غناء). كما يشارك في الحفلة ضيوف من خارج التركيبة الرباعية الأساسية.
يعتبر نْغويان لي اليوم من رموز الجاز ـــــ روك والإلكترو ـــــ جاز والجاز الحديث. إضافة إلى مشاريعه الخاصة، سجّل مشاركات عدّة مع موسيقيين بارزين عالمياً في هذه المجالات وغيرها مثل أريك تروفاز، ظافر يوسف، أورنت كولمان (جاز حرّ)، باولو فريزو، لويس سكلافيس، كارلا بلاي، توتس تييلمان، كوينسي جونز وغيرهم.
أقام في البداية علاقةً عصامية مع الموسيقى، أتقن العزف على الغيتار والباص والدرامز، ثم كرّس حياته لهذا العالم بعد إنهاء دراسته الجامعية في الفنون الجميلة والفلسفة. أسّس فرقاً عدة، واحتك بأكثر من نمط، مختبراً الجاز والإلكترو ـــــ جاز والفانك والصول وموسيقى الشعوب على اختلافها (الموسيقى الأفريقية، الراي الجزائري، الموسيقى الهندية والتركية والفيتنامية بطبيعة الحال)، إضافة إلى الموسيقى الإلكترونية الحديثة.
أصدر العديد من الألبومات الخاصة، أهمّها «حكايات من فيتنام» (1996) التي لاقت ترحيباً استثنائياً من النقاد حيث قدّم الموسيقي الفيتنامي مقاربةً خاصة لموسيقى وطنه التراثية، وآخرها ألبوم Homescape (2006)، ذو التوجه الجازي الإلكتروني، وشارك فيه باولو فريزو وظافر يوسف. أما المشروع الذي سيقدمه في بيروت هذا الأسبوع فيُقرأ من عنوانه، «تجربة جيمي هندريكس»، ويعود إلى 2002 في ألبوم Purple Celebrating Jimi Hendrix. يبدو ميل نْغويان لي إلى هذا المشروع أمراً بديهياً، ملاصقاً لشخصه كموسيقي وأيضاً كفيتنامي.
هكذا يمكن تعداد النظائر بين نْغويان لي وعنوان مشروعه. أولاً، «تجربة جيمي هندريكس» هو اسم فرقة أحد أبرز الظواهر في الموسيقى الغربية في القرن العشرين. إنّه الساحر والمجنون جيمي هندريكس (١٩٤٢ ـــــ ١٩٧٠) الذي رحل باكراً، لكنه ترك أثراً في الموسيقى، جعل منه أيقونةً ومثالاً أعلى لا يقتصر على القيمة الفنية بل يتخطاها ليطال الموقف المناهض لسياسات الولايات المتحدة. هكذا يلتقي لي مع هندريكس كعازف غيتار كهربائي غير مقيَّد باستخدام آلته في إطار موسيقى الروك، بل توظيفه في الجاز والفانك وغيرها من الأنماط المعاصرة. من جهة ثانية، نشير إلى أنّ هندريكس، الأميركي الثائر، كان من أبرز الفنّانين المناهضين للحرب الأميركية على فيتنام، وقد عبر عن هذا الموقف أكثر من مرة، نذكر مثلاً الحفلة التي أقامها لهذا الغرض قبيل رحيله عام 1970. من هنا سيستحضر نْغويان لي وفرقته روح هندريكس الموسيقية والإنسانية ليبعثها في تحيته لهندريكس التي ستقدم بالتأكيد نفساً حداثوياً، لكون لي ملماً بتصميم المواد الصوتية الإلكترونية.
استنزف جيمي هندريكس غيتاره الكهربائي في كل الاتجاهات، ولما لم يجد وسيلة جديدة للتعامل مع آلته، نزعها أمام الجمهور في إحدى الحفلات وأضرم النار فيها، وكانت واقعة شهيرة في مسيرته... فهل استنزف نْغويان لي آلته؟ الجواب مساء الأحد، إلا إذا لم يكن الاستنزاف التقني للغيتار سبباً كافياً لحرقه!


9:00 مساء الأحد 22 شباط (فبراير) الجاري ــــ «ميوزكهول» (ستاركو) ــ للاستعلام: 03/413960 ــ www.libanjazz.com