ليال حدادحال الإعلام الغزاوي هذا العام من حال القطاع المنكوب والمحاصر. قصفُ مبنى قناة «الأقصى» التابع لحركة حماس صباح الأحد الماضي، لم يأتِ إلا تتويجاً لعامٍ من الكوارث الإعلامية في فلسطين عموماً، وخصوصاً في غزة. إذ إنّ البربرية الإسرائيلية طالت هذه المرّة الصحافيين الفلسطينيين، ما أدّى إلى استشهاد المصوّر في وكالة «رويترز» فضل شناعة (23 عاماً)، بسقوط صاروخٍ إسرائيلي على سيارته في نيسان (أبريل) الماضي في غزة. كذلك اخترق الإسرائيليون عدداً كبيراً من المواقع الفلسطينية أبرزها «عرب 48» وهو من أشهر المواقع الفلسطينية.
وفي إطار حربها على القطاع، حاولت السلطات الإسرائيلية الضغط على قناة «الجزيرة» لتغيير سياستها وطريقة نقلها للأحداث في غزة، من خلال التلويح بمقاطعتها.
غير أن هذه التهديدات التي أطلقها نائب وزيرة الخارجية مجلي وهبي (وهو عربي درزي في حزب كاديما)، لم تتحقّق رغم البلبلة التي أثارتها في الإعلام الإسرائيلي نفسه. إذ انقسم هذا الأخير بين مؤيّد لهذه المقاطعة ومعارض لها.
وفي الإطار نفسه، واجهت الجزيرة مشاكل أخرى مع إسرائيل. إضافة إلى استياء سلطات الاحتلال من طريقة تغطية مكتب بيروت لعودة الأسرى، تعرّضت «الجزيرة الدولية» الناطقة باللغة الإنكليزية لعدد من «الخضّات»، كانت أبرزها استقالة الصحافي دايفيد مارش من منصبه.
أما السبب فبقي مجهولاً رغم ما ردّدته بعض المصادر من أن مارش كان مستاءً من طريقة تعاطي القناة مع الصراع العربي ـــــ الإسرائيلي، ورأى أنّ المحطة تأخذ طرفاً في هذا الصراع ضدّ إسرائيل!
وفي ظلّ الصراع الإعلامي بين قناة «فلسطين» الناطقة الرسمية باسم السلطة، وقناة «الأقصى» الناطقة باسم «حماس»، برزت فضائية فلسطينية جديدة هي «القدس» التي اتّخذت من لندن مقراً لها.
اعتمدت القناة الجديدة شعاراً لها «القدس موعدنا»، واختارت لوغو يمثّل مسقط علوي مبسط لقبة الصخرة، في محاولة لتقديم نفسها على أنها جامعة لكل الفلسطينيين وبعيدة عن التجاذبات الداخلية. غير أنّ هذه المحاولة باءت بالفشل مع ظهور انحياز القناة لطرف سياسي ضدّ آخر.
ومع ضيق وسائل التعبير إعلامياً، اختار الفلسطينيون شبكة الإنترنت للتعبير عن مواقفهم مما يجري في بلدهم. ومن أهمّ هذه الوسائل كان إطلاق «أقصى تيوب»، وهو النسخة الفلسطينية من «يو تيوب».