زياد عبد الله يُترَك للنازيّين أن يتكلّموا الإنكليزية في فيلم «فالكيري»، على شيء يستدعي من المُشاهد إجراءات خاصة لمطابقة بزّات الضبّاط والجنود الألمان ـــ على رأسهم الفوهرر ـــ مع لغة تقع في مكان آخر... تماماً مثل بنية الفيلم نفسه الذي أدى بطولته المطلقة توم كروز، بوصفه الكولونيل كلاوس فون شتاوفنبيرغ، المليء بالأسى لِما حلّ بألمانيا على يد هتلر، وفي ما له أن يكون استعادةً لقصّة حقيقية كما يرد في بداية الفيلم. نحن أمام انقلاب على سلطة الرايخ وهتلر، وما من شيء سيُنجحه إلا التخلّص من رأسها، أي الفوهرر. لكن قبل ذلك، سنتعرف من البداية إلى دوافع شتاوفنبيرغ الذي يطالعنا ضابطاً في صحراء تونس يتعرّض هو وكتيبته لقصف يحرمه يده اليمنى وإصبعين من اليسرى وإحدى عينيه.
«فالكيري» الذي أخرجه بريان سينغر متَّبعاً فيه كل الوصفات الهوليوودية التشويقية، يتلخّص في كلمتين تمثّلان مفتاح الفيلم: الأولى «الاغتيال» حيث يهيمن على جماعة الانقلابين، وعلى رأسهم شتاوفنبيرغ اعتقاد بأنّ أي تغيير في ألمانيا النازية لن يحدث ما لم يُغتَل هتلر ومعه هملر، الأمر الذي سيقوم به شتاوفنبيرغ الذي يصبح قائداً لجيش الاحتياط. إلا أنّه يفشل في المرة الأولى لعدم وجود هملر في القاعة التي تجمعه مع هتلر، بينما ينجح في الثانية... ليبقى السؤال: هل قُتل هتلر حقّاً، ونحن ما زلنا في عام 1944؟
الكلمة الثانية هي «الانقلاب» وآليته المتمثلة في الخطّة المسمّاة «فالكيري» التي تكون معدةً لسيطرة جنود الاحتياط على مراكز القوة في ألمانيا لدى تعرّض الفوهرر لأي مخاطر. وعليه تتمثل الخطة باغتيال هتلر، ثم إطلاق الخطة «فالكيري» وتوجيهها حسب احتياجاتهم، كإلقاء القبض على جميع ضباط السلطة الحاكمة في ألمانيا ورموزها، ووضع أيديهم على جميع مراكز القوة.
كل ذلك سينجح، وشعور لا يفارق المشاهد بأنّ هتلر لم يُغتَل كما هو معروف، وبناءً على ذلك يُوَجّه التشويق صوب مصير الانقلابين، وعلى رأسهما الكولونيل كلاوس فون شتاوفنبيرغ. فالتسليم بفشلهم في النهاية أمرٌ لا مفر منه ما دام هتلر قد انتحر.


«سينما سيتي» (01/899993)، «أمبير دون» (01/792123)، «أمبير سوديكو (01/616707)، «غراند سينما ABC» (01/209109)، «بلانيت أبراج» (01/292192)، بلانيت طربلس» (06/442471)، «بلانيت زوق» (09/221363)، «سانت إيلي» (01/406706)، «ستارغيت» (08/813901)