صباح أيوب
يوم تضامني مع غزّة، أول من أمس، على «تلفزيون لبنان» و«من شاء من المحطات». خلنا، لوهلة، بعد العناوين التي طرحها وزير الإعلام طارق متري في المؤتمر الصحافي الأسبوع الماضي، أننا سنشهد لحظة استثنائيّة في تاريخ التلفزيون اللبناني، تجتع المؤسسات الإعلامية حول حدث واحد ليس انتخابياً ولا تجارياً ولا تعبويّاً. واعتقدنا أنّ بعض المحطات التي غابت عن الحدث طوال العدوان، ستستغلّ الفرصة لتعوّض عن تقصيرها (المهني على الأقلّ). لكن الـ «تيليتون» على الطريقة اللبنانية جاء أقرب إلى اللاحدث... فحضرت السياسة (بالمعنى الأضيق) وغاب التضامن. وإذا بنا ـــ بمثابة دعم مادي ومعنوي ـــ نعظ الفلسطينيين في عزّ محنتهم. وانتهى يوم التبرعات... من دون أن نعرف حصيلته. مع الإشارة إلى أنّ موقع «الوكالة الوطنية للأنباء» كان لا يزال، مساء أمس، يبثّ إعلان التيليتون بعد انتهائه... من دون أية معطيات عن الأموال التي جمعت.
الـ «تيليتون» كلمة تمزج بين «تلفزيون» و«ماراتون»، وتقضي بتخصيص ساعات من البث قد تمتد أياماً، لقضية معيّنة بغية جمع التبرعات لدعمها. ويتمّ اللجوء لاستقطاب أعلى نسبة مشاهدة (ومساهمة مادية) إلى استضافة المشاهير من رياضيّين ونجوم على اختلافهم. لكن التيليتون اللبناني جاء «رفعاً للعتب»... وإضافة إلى بعض الدردشة السياسية التي بوسع المشاهد أن يحصل عليها في أي وقت، تحوّل منبراً لتمرير الرسائل السياسية. بعض المحطات تكرّمت باعارة مراسلين أو كاميرات من دون أي تعديل على برامجها، فيما غاب بعضها الآخر تماماً عن الحدث. كان متري قد وعدنا أن «هذا اليوم لن يكون للسياسيين والرسميين» لكنّه لم يرقَ حتّى إلى ذلك. وكان الـ bonus إطلالة معاليه ليسرد محطات من حياته النضالية... الفنّان الوحيد في هذه الحفلة كان راغب علامة على «الجديد»، المحطّة التي بذلت جهداً ملحوظاً يتماشى مع المناسبة.
وما أكثر الضيوف الذين لقّنوا الشعب الفلسطيني دروساً «ثمينة» في الوحدة الوطنيّة! وكي تكتمل «الزفّة» التضامنيّة المفتوحة، جاء الرئيس السنيورة مذكراً فلسطينيي لبنان بأنهم «ضيوف»، وأن «أكثر أفعال التضامن قوة مع ما تعانيه غزّة وأهلها يكون بتلقّف المبادرة والكلمة الطيبة التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز». وردّد النائب عمّار حوري الأمثولة، بوجه ضحوك متفائل، من استوديو «تلفزيون لبنان» رافعاً شعار... «لبنان أوّلاً»!