بيسان طيعقد وزير الثقافة تمام سلام (الصورة) مؤتمراً صحافياً في أحد فنادق بيروت أمس، لإعلان «استراتيجية الوزارة في مناسبة إعلان منظمة الأونيسكو «بيروت عاصمةً عالميةً للكتاب 2009». المؤتمر شارك فيه نقيب الصحافيين محمد البعلبكي، ونقيب المحررين ملحم كرم، ورئيس بلدية بيروت عبد المنعم العريس، وقدّمه المدير العام للوزارة عمر حلبلب. اقتصر كلام البعلبكي وكرم وحلبلب على الإشادة ببيروت، التي كرّست مكانتها كعاصمة للثقافة، وشدّدا على قدرة «تمام بيك» على «انتهاج سياسة ثقافية حكيمة». من جهته، أكّد العريس أنّ بلدية بيروت «وعت أهمية الثقافة» وعملت مع جمعية فرنسية ومكتبة «السبيل» على نشر المكتبات العامة في العاصمة اللبنانية، حيث أقيمت ثلاثة مراكز، وسيُفتتح المركز الرابع قريباً في منطقة الطريق الجديدة.
وتناول معالي الوزير «الأنشطة التي ستنطلق من بيروت إلى المناطق اللبنانية الأخرى». وأكّد أنّ الاستراتيجية (جرى توزيع نسخ منها في المؤتمر) ستمثّل إطاراً للأنشطة الثقافية والإعلامية والإعلانية المتعلقة بسنة «بيروت عاصمة عالمية للكتاب»، وذلك من خلال الترويج لهذه السنة باللغة العربية واللغات الأخرى، و«تشجيع المطالعة لدى جميع الشرائح العمرية»، وتحقيق الشراكة مع المجتمع المدني والقطاع الخاص. ورأى سلام أنّ ذلك يتحقّق بالمشاركة في تدعيم قطاع الكتاب، و«بالتعاون مع الوزارات المعنية والجامعات وهيئات المجتمع المدني، سنقوم بتبنّي مقاربة متنوعة نحو الثقافة من خلال التعريف بالإرث الثقافي». أما التطبيق الثاني، فيتجسّد بإطلاق موقع إلكتروني للحدث قبل نهاية العام ويضمّ أول 70 مشروعاً مدرجاً حتى الآن ضمن البرنامج. والتطبيق الثالث يتمثل في الميزانية التي ستبلغ... ستة مليارات و500 ألف ليرة. أما بلدية بيروت فخصّصت ملياراً و500 ألف ليرة. أي إن الميزانيّة الإجماليّة، كما لا يخفى على أحد، لا ترقى إلى أهميّة هذا «الحدث العالمي». فيما ميزانيّة أي مشروع تنفّذه البلدية يفوق بأضعاف مساهمتها الراهنة في «إعلاء شأن بيروت الثقافي»... هذا الهدف الذي تقول إنه من أولويّاتها.
في كل الأحوال على الجمهور أن يتحلّى بنعمة الصبر، فسنة الكتاب لن تنطلق إلا في 23 نيسان (أبريل) 2009. ما يعطي القيمين على المشروع فرصة إضافيّة لوضع برنامج جدّي وعملي وشامل، يخرج عن العناوين العريضة والعموميات والنيّات الطيبة التي طغت على المؤتمر الصحافي.