غزّة ـ نصر جميل شعث أقدمت عناصر مسلحة من الشرطة في غزّة، يوم الجمعة 31 ت١/ أكتوبر، على اعتقال الشاعر عثمان حسين (45 عاماً)، بينما كان يتسوّق وسط سوق مدينة رفح جنوب القطاع. ويسكن الشاعر عثمان حسين في قرية الشوكة المشرفة على الحدود المصرية وحدود فلسطين التاريخيّة، بالقرب من معبر أو ثكنة «كرم أبو سالم»، حيث اختطف الجنديّ الإسرائيلي جلعاد شاليط قبل حوالى ثلاث سنوات. وقال شهود عيان، إن قوات أمن «حماس» لجأت إلى الضرب بالهراوات أثناء اقتياد الشاعر الذي ينتمي إلى حركة «فتح»، ويعمل مديراً عاماً في «مركز التخطيط الفلسطيني».
وترجع بعض المصادر سبب اعتقال الشاعر إلى الصراعات الدائرة للسيطرة على «اتحاد الكتاب الفلسطيني ـــــ فرع
غزة».
وأدانت دائرة الثقافة والإعلام في منظمة التحرير الفلسطينية هذا الاعتقال، في تصريح صحافي نشرته «وكالة الأنباء الفلسطينية» (وفا) التي رأت في مثل هذه الاعتداءات على الحركة الوطنية الفلسطينية وممثّليها وأدبائها وشعرائها «دليلاً على فشل الخيار الديموقراطي والوطني، في ظل انطلاق الحوار الشامل بين الفصائل الفلسطينية في القاهرة».
الشاعر عثمان حسين معتاد الاعتقالات المتكررة، لكن من جانب قوّات الاحتلال. كتب مرّة: «كانت الانفعالات حادة ومتناقضة ومتداخلة. فقدت إحساسي بالجسد والزمن معاً. شعرت أني كيان هلامي يسبح في
الفراغ.
وفي كل مرة نصل إلى كرم أبو سالم نمر بإجراءات أمنية خيالية، تمهيداً لمواجهة ضابط الـ«شين بيت»، ليسأل: أنت فتح ولّا حماس؟ وفي كل مرة أجيبه: أنت تسحبني كالغنم من بين أطفالي مقيداً ومعصوب العينين لتسألني عن فتح وحماس؟ لعنة الله على البشرية جمعاء!».
عثمان حسين (مواليد رفح ـــــ 1963)، رئيس تحرير مجلة عشتار الأدبية.
شغل منصب سكرتير اتحاد الكتاب الفلسطينيين (1991 ـــــ 1993)، والمدير التنفيذي لمؤسسة بيسان للإعلام (1993 ـــــ 1997). وهو حالياً مدير الدائرة الثقافية في «مركز التخطيط الفلسطيني». من أعماله «رفح... أبجدية ومسافة وذاكرة» (بالاشتراك مع خالد جمعة ـــــ 1992)، «البحّار يعتذر عن الغرق» (1993)، «مَن سيقطع رأس البحر؟» (1996). «له أنتِ» (2000)، «الأشياء متروكة إلى الزرقة» (2004).