strong>زياد عبد اللهفي سابع أفلام أمير كوستاريكا الروائية «عدني بهذا»، يواصل المخرج الصربي ما بدأه في أول أفلامه When Father Was Away on Business (سعفة «كان» الذهبية ــــ 1985)، أي الإصرار على مجاورة الكوميدي للمأساوي. لكنّه، في فيلمه الأخير، ينتصر للأوّل وينحاز إليه، كما فعل في شريطه السابق «الحياة معجزة» (2004). في «عدني بهذا»، تتوافر جميع العناصر البصرية والسردية التي تميّز عالم كوستاريكا. بل إنّها تتسيّد الشريط وما بقي ملاصقاً بعضه لبعضه الآخر. وإن كان منبع أحداث «الحياة معجزة» يأتي من بيت مجاور لسكة حديد، بما يكفي لزعزعة العزلة بكمٍّ هائل من الاختراعات، فإنّ المخرج يستعين في «عدني ذلك» بكامل عتاد ما سبقه، مع محاولة لتقديم عزلة أشد، وفي بيت غائب عن العالم يقع على جبل مغمور بالثلج. وهنا أيضاً، تُطلّ الاختراعات التي ستكون وحدها كفيلة بالانتصار على وحدة الجد زيفوجين (ألكسندر بيرسك) مع حفيده الوحيد تساني (أروس ميلوفينفيك)، ومعلمة تدرّس تساني بوصفه تلميذها الوحيد، فتكون أيضاً معبر الفتى الوحيد إلى العالم الأنثوي وهو يتلصّص عليها بمنظار جده وهي تسبح عارية في خزان مياه تطفو على سطحه التفاحات. كلّ ما تقدم يؤسّس لحكاية الفيلم التي ستمضي في سياق تلصّصي، إن صحت الكلمة، من دون أن ننسى أنّ صندوق كوستاريكا السحري موجود بقوة يُخرج كل ما في داخله. فاختراعات الجد تبدأ من منبّه الساعة، ولا تنتهي بمنظاره العجيب الذي يرصد عبره اللصوص الذين يتربصون ببقرته الوحيدة، مع الفخاخ التي ستنال من أي سيارة قادمة باتجاه بيته، طبعاً مع حضور للأعراس والاحتفالات التي لا يتخلّى عنها كوستاريكا في أفلامه.
الخروج عمّا تقدم يكون عبر طلب الجد من حفيده أن يذهب لبيع بقرته الوحيدة في قرية مجاورة تبعد مسافة ثلاثة جبال عن بيته، ذلك أنّه يُحتَضَر. وعلى الحفيد أن يفعل ذلك كطلب أو وصية أخيرة. ينفّذ الفتى هذا الجزء بسهولة، لكن يبقى الجزء الثاني. إذ إنّ الجد يطلب منه أيضاً أن يعود ومعه زوجة، ما يضعنا مباشرة أمام مغامراته مع جاسنا، وكمٍّ هائل من المواقف العاطفية والهزلية التي ستجعل من صندوق السيّارة عش غرام ولذة. يبقى «عدني بذلك» مغامرة رومانسية كوميدية قد تكون مدهشة لمن يقارب سينما أمير كوستاريكا، من دون أن يكون وقع على أفلامه الأولى... ويمكنه أن يكون أيضاً استسلاماً كاملاً من صاحب «زمن الغجر» لسينما المواقف المتوالية، بإيقاعه السريع المعهود، واللقطة المحتشدة بالطرافة المتكررة، بحيث تصير أقرب إلى الرسوم المتحركة، والهزلية الصَّرف.

Promise Me This ــــ «أمبير صوفيل» : 01/204080 ـ «بلانيت أبراج»: 01/292192