الحرب، والقضيّة الفلسطينيّة، والإرهاب، والفساد... هذه بعض العناوين العريضة التي نجدها على قائمة الأفلام الأجنبيّة المرشّحة للأوسكار ــ 2009
عثمان تزغارت
بعد 13 سنة على أول فيلم عربي رُشّح لجائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبي («غبار الحياة» لرشيد بوشارب ــــ 1995)، تضمّنت القائمة الأوّلية التي أعلنت عنها الأكاديمية الهوليودية بخصوص الأفلام المرشحة لأوسكار أفضل فيلم أجنبي لعام 2009، ستة أعمال عربية من لبنان وفلسطين والأردن ومصر والمغرب والجزائر. ما يشكّل حضوراً بارزاً ومفاجئاً، بالنظر إلى المصاعب المتزايدة التي تواجهها السينما العربية في الوصول إلى الأسواق العالمية.
تتضمن هذه القائمة الأولية 67 فيلماً سيُختار خمسة منها لدخول السباق الرسمي على أوسكار الفيلم الأجنبي، في 22 شباط (فبراير) المقبل. والأفلام العربية هي: «تحت القصف» لفيليب عرقتنجي (لبنان)، و«ملح هذا البحر» لآن ماري جاسر (فلسطين)، و«الجزيرة» لشريف عرفة (مصر)، و«كابتن أبو رائد» لأمين مطالقة (الأردن)، و«وداعاً للأمّهات» لمحمد إسماعيل (المغرب)، و«مسخرة» لإلياس سالم (الجزائر).
وقد تناولنا سابقاً فيلمي فيليب عرقتنجي وآن ماري جاسر، خلال عرضهما في «كان». أما فيلم «الجزيرة» لشريف عرفة فيروي قصة الصلات المشبوهة بين مصالح الأمن المصرية وعصابات زراعة الأفيون في الصعيد، على خلفية تعاون الطرفين لمكافحة الجماعات الدينية الإرهابية. وكان هذا الفيلم قد واجه، بعد عرضه في «سوق الفيلم» في «كان»، دعوى قضائية في محاولة لمنع عرضه وشطب اسم مخرجه من نقابة السينمائيين، بتهمة «الإساءة إلى كيان الدولة» و«نشر معلومات مغلوطة عبر التركيز على نموذج استثنائي سيئ لضابط شرطة بعيد عن النماذج الجيدة...».
أما محمد إسماعيل، فتصدى في «وداعاً للأمهات» لموضوع إشكالي ومسكوت عنه في بلاده هو هجرة جماعيّة لليهود المغاربة إلى إسرائيل، بعد حرب الـ 67، رغم تقاليد التسامح التي يُعامل بها المجتمع المغربي هذه الجاليات اليهودية.
أما الممثل الجزائري إلياس سالم فيتناول في باكورته كمخرج «مسخرة» قصة فتاة يسخر منها سكان قريتها، لأنها مصابة بمرض نادر يجعلها تنام لاإرادياً وفجأة في أي مكان.
من جهته، يتناول الأردني أمين مطالقة، في باكورته «كابتن أبو رائد» قصة عامل نظافة عجوز في مطار عمان الدولي يعثر ذات يوم على قبعة طيّار في سلة المهملات، فيقرر ارتداءها، ما يجعل أطفال الحي الشعبي الذي يقطنه يتحلّقون حوله كل مساء، اعتقاداً منهم بأنه يشتغل طياراً، ويطلبون منه أن يروي لهم مغامراته عبر العالم. وإذا بـ«الكابتن أبو رائد» يغتنم تعلّق الأطفال به للتأثير عليهم، ومحاولة إبعادهم عن براثن الانحراف...
من جهة أخرى، تضمّنت قائمة الترشيحات لأوسكار الفيلم الأجنبي العديد من المفاجآت الأخرى القادمة من بلدان لم تتعوّد على استقطاب الأضواء الهوليودية، ومنها «الحصن» لشامل ناقف زاده (أذربيجان)، وAhal لإيمان الكريم نيرجهار (بنغلاديش)، و«كلب يأكل كلباً» لكارلوس مورينو (كولومبيا)، و«أغنية عصفور الدوري» للمجيد مجيدي (إيران).
ولم تأت مفاجأة ترشيح «الثلوج الأولى» لعايدة بيغتش وحيدة، بل يتوجّب عليها أن «تتعايش» في قائمة الترشيحات مع فيلمين آخرين مستوحيين من الحروب العرقية في يوغوسلافيا سابقاً، وهما «ابن لا أحد» للكرواتي أرسان أنطون أوستوزتش، و«القلعة» للصربي غوران ماركوفيتش. أما الأعمال الأوفر حظاً للترشيح النهائي، فنجد من بينها ثلاثة أفلام نالت أبرز جوائز مهرجان «كان» الأخير، وهي: «بين الجدران» للفرنسي لوران كانتيه (السعفة الذهبية)، و«غومورا» للإيطالي ماثيو غاروني (الجائزة الكبرى)، و«القردة الثلاثة» للتركي نوري بيلج شيلان (أفضل إخراج). كما تتضمن قائمة الترشيحات التي أعلنتها الأكاديمية الهوليودية أيضاً فيلماً رابعاً عاد خالي الوفاض من «كان»، رغم الحفاوة المبالغة التي حظي بها، وهو «فالس مع بشير» للإسرائيلي آري فولمان.