زياد منى *سئلت مراراً، من باب التحبّب، عن سبب انتقالي من البحث العلمي الذي عرفت عبره في ألمانيا، إلى عالم النشر في سوريا ولبنان. في الحقيقة، الكتابة كانت المهنة الرئيسة التي مارستها فور هجري العمل الوطني بعدما استحال عملاً سياسياً بكل سلبياته. وكانت أسعد اللحظات التي عشتها حتى ذلك الحين عندما أمسكت بأول مؤلفاتي «مصر وبنو إسرائيل في عسير» الذي صدر عن دار «الريس». من خلال إبحاري في المراجع التي كنت أعتمدها في مؤلفاتي، وعلى نحو خاص «مقدمة في تاريخ فلسطين» الذي استشرت من أجل إتمامه أكثر من ألف مرجع، تبيّن لي وجود مكتبة «أوروبية» هائلة تضم مؤلفات الجيل الأول من «المستشرقين» الذين كتبوا أعمالاً مهمة جداً عن الموضوع المحبّب إلى قلبي ألا وهو تاريخ بلادنا القديم. وعدم توافر هذه المؤلفات باللغة العربية ظلّ أمراً يؤرقني. إلى أن سنحت لي فرصة ذهبية أن ألتقي بالصديق العزيز زياد إسرب الذي لولاه لما ولدت «دار قدمس». تعاونت معه على تطبيق شعاري الأثير: أيتها الأخوات والإخوة، لقد اطلعت على أعمال مهمة جداً، وفي ظني أن قراءتها تهمّكم... لذا فإني سأقدمها إليكم باللغة العربية، وذلك في أفضل حلة أجدني قادراً على استحضارها.
* مدير «دار قدمس»


ضمن نشاطات معرض الكتاب، يدير الباحث أسعد خير الله ندوة عن رواية «حكاية الطفلة العجوز» (جنين إربنبيك) التي عرّبتها دار «قدمس» أخيراً، بمشاركة الممثلة منال شمعون التي تقرأ مقتطفات من النصّ (29/ 11، س 7:30).