لماذا قرر عمرو أديب الكشف عن صورة المغنية اللبنانية بعد مقتلها؟ ولماذا انتظر بدء محاكمة المتهمَين، ليعلن «سبقه الصحافي»؟ ثم أيّ ردّ فعل قد ينتج من عرضها؟ وأين أخلاقيات المهنة وسط كل ذلك؟
محمد عبد الرحمن
كانت مفاجأة بكل المقاييس بالنسبة إلى جمهور «القاهرة اليوم» الذي اعتاد انفرادات «عمرو أديب»... مقدّم البرنامج الشهير على قناة «اليوم»، ترك للمشاهدين مساء أول من أمس اتخاذ القرار الصعب: «هل تريدُ أن ترَى صورة سوزان تميم بعد مقتلها؟»... وإذا وافقتَ، فليبتعد الأطفال وأصحاب القلوب الضعيفة عن الشاشة، أيّ إن الصورة مؤذية. ومع ذلك، أرادت أسرة البرنامج أن تكمل مسيرة تقصّي الحقائق في هذه القضية، التي أصبحت الشغل الشاغل للإعلام العربي. وكلُّ انفراد يخصُّ جريمة تميم يرفع نسبة المشاهدة ويجذب المعلنين. لكن في النهاية، هناك أيضاً أخلاقيات المهنة وموقف الشرع والقانون... لذا، لا داعي إلى أن يتحمل البرنامج مسؤولية عرض الصورة، تاركاً الحكم للجمهور. وهذا الجمهور فاجأ أديب ورفاقه على الطاولة المستديرة، بانقسام حاد. ذلك أنّ النسب التي أعلنت على الشاشة قبل انتهاء حلقة الأحد، كانت تشير إلى أن 51 في المئة قالوا «نعم»، فيما رفض 49 في المئة المسألة. ما دفع بأديب إلى الامتناع عن عرضها، خوفاً من ردود فعل المشاهدين. وخصوصاً أن معظم الاتصالات الهاتفية كانت ضدّ هذه الفكرة، انطلاقاً من الحفاظ على حرمة الميت، وعلى خصوصية السيدة القتيلة. لكن أديب الذي أخطأ لمجرّد طرح الفكرة و“جسّ نبض” الناس، لم ينجح في الوقوف منحازاً. وكان يبدي حماسة كلّما اتصل أحدهم ليؤيد فكرته... فيما بدا واضحاً أن هذه الصورة كانت بحوزته منذ مدة، أيّ منذ زيارته دبي، لتسجيل حلقة في مسرح الجريمة خلال رمضان.
ولكن لماذا خرجت الصورة الآن؟ الجواب واضح: لقد بدأت المحاكمة، والصورة ستُعرض أمام القضاة كدليل ضد المتهم بقتلها. بالتالي، لم يجد أديب مانعاً من عرضها للرأي العام، وتحقيق انفراد جديد؟!
وهنا، يُطرح السؤال: هل تنبّه أديب إلى خطورة فكرته، وتغليبه السبق الصحافي على أي اعتبارات أخرى... الجواب قد يكون، لا، هذه المرة. ذلك أن الجدل استمر حتى مساء أمس، بعدما أعلن عمرو ليلة الأحد أنه سيطرح الموضوع مجدداً للنقاش. وأشار إلى استطلاع آراء قانونيين، انقسموا أيضاً بين رافض للفكرة اعتماداً على كونها قد توثر أيضاً في مجريات القضية، وبين مؤيد لها اعتبر أن هيئة القضاء اطلعت عليها، وستعرضها علانية في الجلسات المقبلة.
غير أن وصول الصورة إلى «القاهرة اليوم» يعني أنها ستتسرب قريباً إلى وسائل إعلام مختلفة كما حدث مع صورة الفنانة التونسية ذكرى!