مسلسلات بالجملة تصوّر بين لبنان والمكسيك باسم الحكيم
بعد غيابه عن الدراما اللبنانية منذ حلقات «ابني» من سلسلة «حكايات» (للكاتب شكري أنيس فاخوري والمخرجة كارولين ميلان)، وحلقة عن الطائفية من مجموعة «قصتي قصة» (للمخرج إيلي أضباشي)، يعود بديع أبو شقرا إلى الدراما المحليّة قريباً في عملين. فهو يطلّ في منتصف كانون الأوّل (ديسمبر) المقبل في خماسيّة «خادمة القصر» للكاتب مروان نجّار والمخرجة ليليان البستاني وإنتاج MGN، وفي الربيع المقبل مع مسلسل «شيء من القوة» للكاتب طوني شمعون والمخرج إيلي معلوف وإنتاج «فونيكس بيكتشر إنترناشونال». وهذا العمل يصوّر حاليّاً بين لبنان والمكسيك، ليعرض على شاشة LBC. وتتوزع بطولته بين أبو شقرا وبيرلا شلالا في ثانية بطولاتها بعد «المحروس» لنجدت أنزور. ومعهما دارين حمزة ومازن معضم ونجمة «سوبر ستار» بريجيب ياغي، بالاشتراك مع آمال عفيش ونهلا داوود وباسم مغنية. وقبل عودته المرتقبة إلى كندا، يلبّي طلب نجّار مرّة ثانية لتصوير مسلسل «مؤبد» الذي يرصد موضوع العنف الأسري.
يتحدث أبو شقرا بدايةً عن الدور الذي يؤديه في «شيء من القوّة». إذ يجسد شخصيّة أستاذ جامعي، يضطر للسفر إلى المكسيك هرباً من الثأر، معتبراً أنه «اضطر للتصرف بطريقة لا ترضيه لأنه مهدد، وكون الظروف فرضت عليه الهروب من المواجهة، على رغم إيمانه بالعدالة والسلام والعلاقات الحضاريّة والسلميّة». ويضيف موضحاً: «البطل هنا لا يمكنه تقبل مبدأ الثأر والخطف والقوة، غير أنه يجد أن الظروف تفرض عليه التصرف بطريقة لا ترضيه ليتمكن من إنقاذ نفسه وحبه». ويثني على النص السهل الممتنع لطوني شمعون، الذي، على رغم سلاسته، يترك للمشاهد مساحة لقراءة ما بين السطور. كما يرى أن «العمل يرتبط بشكل أو بآخر بواقعنا، لأن مجتمعاتنا تاريخيّاً مبنيّة على مبدأ الأخذ بالثأر». ثم يستدرك: «إن ولادة قصّة مشوّقة، تفرض بعض الاستثناءات لخدمة الخط الدرامي، والتفاصيل تأخذ بعين الاعتبار المجتمع المعاصر». هنا، يقف أبو شقرا للمرّة الأولى أمام كاميرا المخرج إيلي معلوف الذي يضع تصوّراً مع الممثلين، لكيفية خروج المشهد وتقطيعه النهائي. كما أن الممثل يشعر معه بأنه في أيد أمينة، «وخصوصاً أنني أؤمن بسلطة المخرج على فريق العمل ككل لا على ممثليه فقط... فهو يترك الحريّة للممثل ليعطي المشهد مثلما يتصوره. وإذا خرج عن التصور الذي يخطط له، يوجهه بالاتجاه الصحيح، حتى إنه يأخذ برأي الممثل إذا وجد أنه قدّم إضافة معيّنة لأحد المشاهد». ويرى أن السيناريو الخاص بمسلسل «شيء من القوة»، يفرض علينا التصوير خارج لبنان، منتقداً المنتجين الذين يلجأون إلى تدوير الزوايا، و»استبدال التصوير الخارجي بالتصوير في أماكن بديلة داخل لبنان لمجرد التوفير، لأن العمل الدرامي بقدر ما تعطيه بقدر ما يعطيك، وإذا صرفت عليه كثيراً أعطاك كثيراً، وإذا صرفت القليل، فلن تحصل سوى على القليل».
وينتقل بديع أبو شقرا إلى تجربته الجديدة مع الكاتب مروان نجّار. هنا، يقوم ببطولة خماسيّة «خادمة القصر» التي تعرض على «المستقبل»، وانتهت المخرجة ليليان البستاني من تصويرها قبل أكثر من شهر، ومثّلت أول بطولة مطلقة لأنجو ريحان. يقول: «أؤدي في الخماسيّة دور رجل يبحث عن حبيبته التي يشعر بأنها بعيدة عنه... وهو يعيش صراع إثبات الذات أمام والده (نعمة بدوي)، فتنشأ لديه حالة رفض لواقعه. ما يدخله في متاهات كبيرة، فيخسر كل شيء بسبب المواجهة، ثم تجمعه الصدفة بفتاة تخرجه من حالة الإحباط التي يعيشها».
وفور عودته من المكسيك، يتسلم الممثل اللبناني نص مسلسل «مؤبد» الذي كان من المفترض أن يُصوّر في تموز (يوليو) 2006. غير أن العدوان الإسرائيلي وتغيير استراتيجيّة الإنتاج في LBC، أجّلته مع سواه من الأعمال حتى إشعار آخر، قبل أن يشق طريقه أخيراً إلى «المستقبل».
وسط كل ذلك، يسجل أبو شقرا انتقاده للدراما اللبنانيّة لجهة بعدها عن الواقعيّة، «لطالما كنت مع الواقعية والسلاسة في النص الدرامي، من دون أن تأخذنا هذه السلاسة باتجاه التسطيح». ويكشف عن «مشروع صغير يمكن تنفيذه قريباً، وهو مسلسل من 15 حلقة بعنوان «الطابق السابع»، سلّمت منه 5 حلقات لإحدى الجهات الإنتاجيّة، وأبرهن فيه نظريتي لجهة الواقعية، وأهمية هذا الأمر في الدراما التلفزيونية». ويدور العمل حول «مشاكل ثلاث عائلات يجمعها مبنى واحد، وتترواح القضايا التي يعالجها بين الانتخابات النيابيّة والنوادي الليليّة وضعف الشخصيّة في مواجهة العائلة»، كاشفاً أن عمله جريء إلى حد ما، «كوني لا أحب التجميل، وأتمنى ألا تتخوف منه الشركة التي من المفترض أن تتولى إنتاجه».


في المهجر

اللجوء السياسي والإرهاب... وكنداوعلى مستوى المسرح، ترافق أبو شقرا مع الفنان مجدي أبو مطر في عدد من الأعمال، سرعان ما أثبتت حضورها على الساحة الفنيّة، ما أهّلها لنيل الدعم من الدولة. هكذا، صار الصديقان يقدمان عملين مسرحيين سنويّاً، من بينها «مواسم الهجرة إلى الغرب»، «استراتيجيّة الخروج الأميركي من العراق»، وسواهما من المسرحيات ذات الأبعاد السياسيّة كاللجوء السياسي والإرهاب وسياسة الولايات المتحدة الأميركيّة في الشرق الأوسط والعالم.
ومن آخر المسرحيات التي عرضت، مسرحيّة عن «آخر 15 ثانية في حياة مصطفى العقاد»، وتتضمن حواراً افتراضياً بينه وبين الإرهابي. وهنا يكشف أن «الخطوط العامة للعمل أضعه مع مجدي (أبو مطر) ونؤلف محترفاً يضم مجموعة من الكتّاب الشباب لصياغة نص مسرحي على رأسه كاتب كندي من أصل بريطاني. التحدث عن المسرح والشوق إلى الوقوف على الخشبة في بيروت، يجعلانه يثني على التجارب المسرحيّة لكل من نضال الأشقر وفاضل الجعايبي وجواد الأسدي وسواهم، وخصوصاً في ظل تخصص المسرح اللبناني بـ«الشانسونييه».
وفي إطار السينما، شارك أبو شقرا في فيلمين هما The Good Sun («الابن الصالح»/ 16 دقيقة)، و Sleeping Dog («الكلاب النائمة»)، كما شارك بالصوت في مسلسل كندي.