أقيل فجأةً من TF1، ففتح الباب واسعاً أمام سجالات لم تنتهِ عن واقع الإعلام الفرنسي اليوم... وكلُّ ما بقي من المذيع الأشهر لأخبار الساعة الثامنة، دمية تطلُّ يومياً على +Canal، وشائعات ترجّح انصرافه إلى الكتابة
صباح أيوب
انتهت العطلة الصيفيّة في فرنسا، وباتريك بوافر دارفور أو PPDA لم يعد إلى العمل بعد. ذلك أنّ المذيع الفرنسي الأشهر لأخبار الساعة الثامنة على محطة TF1 الفرنسية، لم يحدّد مكانه الجديد على الساحة الإعلامية، أو في أي مجال عمل آخر، بعد شهر ونصف شهر على إقالته ـــ فجأةً ومن دون سابق إنذار ـــ من المحطة الفرنسية الخاصة. في 25 من الشهر الماضي، اعتلت خليفته، المذيعة لورانس فيراري، الكرسي الذي أطلّ منه دارفور خلال 6200 نشرة، وقدّمت أخبار الساعة الثامنة، محقّقةً نسبةً عاليةً من المشاهدة (8،3 ملايين مشاهد).
إذاً، ما كان متوقعاً قد حصل. والمشهد الذي رسمته الصحافة الفرنسية للرواية منذ شهر ونيّف، بات واقعاً. ذهب PPDA وحلّت فيراري مكانه، هكذا وبكلّ بساطة. وعلى رغم مسيرة دارفور التي شابتها بعض العيوب المهنية مثل تلفيق مقابلة مع الرئيس الكوبي فيديل كاسترو، وعلاقاته الشخصية بالعائلات «المالكة»، وغيرها، يبقى السؤال: لماذا بات من السهل جداً «اقتلاع» شخصيات إعلامية بارزة من المؤسسات الفرنسية واستبدالها بأخرى من دون سابق إنذار؟ ووفق أي معايير؟ وإلى أين ستصل سياسة التطهير الجديدة، والمبارَكة دائماً من الرئيس نيكولا ساركوزي؟ والأهم من كل ذلك، كيف صمد المقدم الشهير في منصبه، وبقيت كل أخطائه المهنية مغفورة،. ثم أقيل فجأةً، لأنّ الجهات العليا قررت استبداله بمذيعة مقرَّبة من الرئيس الفرنسي؟
وبعيداً عن تبنّي صورة دارفور كـ«شهيد حرية التعبير» التي روّجت لها بشكل مبالَغ فيه بعض الصحف الفرنسية (مثل «لو فيغارو» و«لو بوان» و«ماتش»)، أشارت صحف أخرى إلى ما لمّح إليه PPDA بنفسه في آخر إطلالة إخبارية له (مساء 10 تموز/ يوليو الماضي)، قائلاً إنّ تسريحه «غير منطقي»، وسياسي أكثر منه مهنياً. وقد ذهبت بعض الصحف (مثل «ليبراسيون» و«نوفل أوبسيرفاتور») للتأكيد على البعد السياسي للقضية، مذكّرةً بالتعليق الذي أدلى به دارفور بُعيد وصول الرئيس ساركوزي إلى «الإليزيه»، قائلاً: حينها «هو أشبه بولد صغير متحمّس جداً للوصول». الإعلامي الستّيني الذي علَم بخبر إقالته بواسطة رسالة sms، عبّر قبيل مغادرته استوديوهات TF1 عن «كرهه للأشخاص الذين يحلّون مكان غيرهم» من دون أن يوجّه كلمة واحدة للمذيعة الجديدة في آخر نشرة له. كما لمّح في حوار صحافي إلى الأخبار التي تناولت خليفته فيراري وعلاقاتها بالطبقة الحاكمة، وتحديداً ساركوزي قبل أن يصبح رئيساً. وسط كل هذا الجدل، لن يختفي دارفور كلّياً عن الشاشة الصغيرة. وها هي دميته التي أُطلق عليها اسم PPD، تطلُّ منذ بداية الشهر الحالي في Les Guignols De L’ Info على «كانال +» حيث تعيد الدمى المتحرّكة قراءة الأخبار اليومية، بطريقة ساخرة. وقد أكدت إدارة القناة الفرنسية أنّ PPD ستبقى على شاشتها «إلى أجل غير مسمّى». أما النجم المُقال، فتدور حوله أخبار وشائعات كثيرة. وهناك مَن يرجّح أن ينصرف دارفور في النهاية إلى الكتابة، وخصوصاً أنه قدّم خلال مسيرته المهنية مؤلفات عدة.
20:55 على +Canal