نوال العليأليس من المبكر أن يعلن موقع «الروائي» الذي لم يمض على تأسيسه مدة قصيرة، جائزته للعمل الروائي؟ ألا تحتاج الجهات المانحة لجوائز اعتبارية، إلى أن يكون لها حضور اعتباريّ أيضاً؟ كل يوم تظهر جائزة، حتى يبدو للمتابع أن سيرة الجوائز تسير بخطوات أسرع من الإبداع نفسه. لكن بمعزل عن تلك الملاحظة، فإن الموقع الذي أسّسه زميلنا سعد هادي، الروائي والناقد العراقي، يستحقّ الاهتمام. من المبكر حقاً، أن يكون للرواية العربية موقعٌ خاص بها، علماً بأن «الروائي» بدأ مسكوناً بهاجس الشتات العراقي، فهل ينفتح أكثر على مختلف الأسماء والتجارب العربيّة؟ أم يعلن عن نفسه موقعاً عراقياً، للحضور العربي والعالمي فيه نسبة متواضعة؟ ربما تمكن الإشارة في هذا الصدد إلى موقع «جهة الشعر» الذي استطاع أن يكون عربياً وعالمياً ويحقّق تواصلاً فريداً ليست فيه غلبة لجهة على أخرى.
نفتح الصفحة الأولى من «الروائي»، ونقرأ مواضيع متخصّصة، وصفحات من روايات لم تنشر، لكلّ من نجم والي (برلين)، وحمزة الحسن (النروج)، وسهام جبار (السويد)، وجمعة اللامي (العراق)، وجمال العتابي، وعبد اللطيف السعدون. غالبية الأسماء الحاضرة يجمع بينها الشتات، إضافة إلى الإبداع الروائي... ويقدّم الموقع مواضيع تتميز بتنوعها، وفيه صفحات شبه فارغة عن الرواية العالمية، يلفت فيها ترجمات حسين عجة لجزء من رواية «المطرود» لبيكيت، و«الرجل الجالس في الرواق» لمارغريت دوراس.
كما يتيح الموقع للقراء متابعة كلّ ما هو جديد من أخبار الرواية العربية، معتمداً على الصحف والمواقع الثقافية الأخرى. وفيه صفحات لمقابلات مع روائيين وقراءات نقدية، ويقترح فكرة لم ترفدها كثير من النصوص بعد، وهي صفحة للوثائق والمذكّرات تضمّ مثلاً رسالة من الروائي العراقي غائب طعمة فرمان إلى أخيه. وفي الموقع صفحةٌ تضم مقالات مغايرة وجدلية حول «تاريخ الرواية»، منها مقالة لمؤسس الموقع بعنوان «الرواية الإيرانية أمام لغة الكهنوت».
«الروائي» مبادرة مثقّف محبٍ للرواية وكاتب لها، وربما يحتاج نجاحها إلى أقلام مختلفة تُسعفه بأخبار الرواية وجديدها في العالم كلّه بحق.

www.alrowaee.com