صباح أيوبتسريحات بالجملة وأنفاس مقطوعة في أروقة المؤسسات الإعلامية الفرنسية... هذه هي الحال منذ فترة، والسؤال الذي يطرح يومياً: من هو الصحافي التالي؟
منذ إعلان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي عن إعادة تنظيم الإعلام، وخصوصاً الخارجي منه، ومنذ استلام كريستين أوكرنت (الصورة) مهمة تطبيق المشروع... بدأت موجة من الاضطرابات وقرارات الطرد السريعة. آخرها، صرف فلورانس شال أمس من TF1 بعدما أذاعت (في نشرة أخبار 8 آب/ أغسطس الماضي) خبراً خاطئاً عن «مقتل صبي في شقّة». شال التي تعمل في المحطة منذ 30 عاماً، صُدمت بهذا القرار «القاسي والسريع». أما إدارة «تي إف 1»، فرأت أنّه «التدبير المناسب لخطأ كهذا».
من جهة أخرى، وفي اليوم نفسه، أُعلن عن صرف مدير التحرير ورئيس التحرير في قناة «فرانس 24». غريغوار دونيو (مدير التحرير) استغني عن خدماته، ويُستبدل اليوم بجيرار سان بول، مدير الأخبار والبرامج الذي سيبلغ سن التقاعد خلال شهرين! أما برتران كوك (رئيس التحرير) فقد صُرف من المحطة «لأسباب تتعلق بسلوكه مع زملائه في العمل»، كما جاء في نصّ الإقالة. لكن الأخبار التي تناقلتها الصحف الفرنسية عن «الأسباب الفعلية» للصرف تصبّ معظمها في خانة واحدة: تصفية حسابات شخصية وسياسية من جانب أوكرنت. وقد جاء ردّ «النقابة الوطنية للصحافيين» واضحاً في هذا الشأن: «قرار صرف الصحافيين جاء ضمن تعديل سياسي. يبدو أنّهما لا يدخلان في الإطار الجديد المرسوم لإعادة هيكلة الإعلام الخارجي».