بيار أبي صعبضيف غير متوّقع حلّ على الشاشة الصغيرة في بيروت. إنّه السينمائي الإسرائيلي آفي مغربي الذي عرضت «أخبار المستقبل» ثلاثة من أفلامه، آخرها غداً السبت بعنوان «كيف تعلّمت أن أتغلّب على خوفي وأحبّ آرييل شارون»! آفي مغربي اسم مألوف لدينا. رسائله الإلكترونيّة تسلّط الضوء على المعاناة الفلسطينيّة اليوميّة في مواجهة القمع المنهجي. وقبل سنوات خاض حملة عالميّة من أجل ابنه شاوول ورفاقه الذين رفضوا تأدية خدمة العلم في الجيش الإسرائيلي، ووقّع سينمائيّون عرب يومذاك البيان التضامني. من ذلك الحين، اكتشفنا تجربته السينمائيّة الخاصة على مستوى الشكل والخطاب، ولعلّها بلغت ذروتها مع شريط «لأجل عين من عينيّ».
قد لا يكون من السهل توجيه تحيّة إلى فنّان إسرائيلي، حتّى لو كان مناضلاً من أجل السلام. فالجراح المفتوحة في الوجدان العربي منذ ستين سنة، تجعل تلك الحفاوة غير مفهومة، أو غير مقبولة، بالنسبة إلى كثيرين. ومع ذلك، فنحن نصرّ على استقبال آفي ــــ لأنّه يستحق منّا ذلك ـــ بوقفة تقدير وإعجاب... لن نضيف: «وامتنان»، لأن ما يقوم به هذا الفنان الشجاع، من خلال أفلامه ونضاله السياسي، هو في النهاية من أبسط واجباته كمبدع ينتمي إلى معسكر الجلاد!.
أما الخطوة اللافتة التي قامت بها «المستقبل»، فتستوجب بعض الحذر. إذ لا ينبغي لهذه السابقة أن تجعل من عرض أعمال إسرائيليّة على شاشاتنا أمراً طبيعياً وعادياً. هناك فرق بين الترويج للخطاب التطبيعي، والتواصل مع بعض الأصوات المغايرة على الضفّة الأخرى. أصوات مغربي ورفاقه وحدها قادرة ــــ ولو ببطء ــــ على التمهيد لسلام حقيقي وعادل في المنطقة، سلام من نوع آخر.