ما إن يصدر عملٌ جديدٌ له أو ينتشر خبرٌ عن صدوره الوشيك، حتى يعود شغل الناس الشاغل. الفنّان الأميركي المتعدد المواهب توم وايتس، يعود إلى الشاشة الكبيرة في شريط سينمائي جديد لتيري غيليام، يُعرض العام المقبل. إنّه التعاون الثاني بين الفنانين، إذ سبق لوايتس أن ظهر في فيلم غيليام The Fisher King مطلع التسعينيات.من جهة ثانية، ومنذ أيار (مايو) الماضي، يقوم المغنّّي صاحب الصوت الهادر بجولة في أميركا وأوروبا، يقدم خلالها حفلات عدة محورها ألبومه الأخير «يتامى» Orphans الذي يتألّف من ثلاث أسطوانات تضمّ أغنيات قديمة تصدر للمرة الأولى، وأخرى جديدة.
ولد توم وايتس عام 1949، وأبدى منذ صغره ميلاً إلى الموسيقى، فراح يكتب الأغاني ذات الطابع الساخر والسوداوي. ولجأ في التلحين إلى الجاز والبلوز والروك (البديل والتجريبي والصناعي) والفولك، مقحماً آلات موسيقية غير رائجة وأصوات حيّة. إلا أنّ تبنّيه هذه المدارس المعروفة لم يمنعه من تكوين هوية موسيقية خاصة، من خلال صوته المميّز، واستخدامه الموسيقي غير الكلاسيكي لعناصر كلاسيكية. أصدر ألبومات عدّة، أولها «موعد الإقفال» Closing Time (1973 وآخرها «يتامى» (2006). وأشهرها كان Swordfishtrombones و Rain Dogs و The Black Rider الذي مثّل أول تعاون بين وايتس والمسرحي روبرت ويلسون، قبل Alice و Blood Money (صدرا عام 2002، لكن العملين المسرحيين يعودان إلى ما قبل ذلك بعشر سنوات تقريباً)، و Bone Machine وMule Variations. كتب وايتس الموسيقى والأغنيات لأفلام عدة، كما أدى أدواراً رئيسة أو ثانوية في أعمال لأشهر المخرجين الأميركيين (جيم جارموش، فرانسيس فورد كوبولا...).
لم يكتب توم وايتس الأغنية السياسية المباشرة حتى عام 2004، حين عبّر عن مناهضته للحرب على العراق، في أغنية «بعد غد» Day After Tomorrow (ألبوم Real Gone). وبعد سنتين، كتب Road To Peace (الطريق إلى السلام)، وفيها يتناول العنف في الصراع الفلسطيني ضدّ الاحتلال الإسرائيلي، ولا يخفي تعاطفه مع الفلسطينيين، إذ يتساءل في الأغنية عن سبب قيام دولته بتسليح إسرائيل. ولا ينسى طبعاً أن يتهكّم على بوش ونيّاته، بعد التذكير بعبارة كيسنجر الشهيرة: «نحن ليس لدينا أصدقاء؛ أميركا لديها مصالح فقط».
www.tomwaits.com