ليال حدادمن ساحة كنيسة القليعة التي حرصت الكاميرا على إظهار صليبها كل 5 دقائق، قدمت مي شدياق أول من أمس حلقة «بكل جرأة» التي تناولت ملف اللبنانيين في إسرائيل. واستمعت إلى معاناة أهالي رميش وعين إبل ودبل، وإلى شوقهم إلى أقاربهم في إسرائيل. يبدو الموضوع للوهلة الأولى إنسانياً، لكن شدياق وضيوفها منعوا إيصال الرسالة. فقد اختارت شدياق، المناطق المسيحية للتحدث عن «جرحها المفتوح»، ولتذكّر بأن هؤلاء لم يجدوا طريقاً للعيش، إلا بالتعامل مع جيش الاحتلال، بعدما «تخلّت عنهم الدولة واحتلّ الفلسطينيون الجنوب». وها هو مكاريوس سلامة، «مراسل القوّات في المنطقة» كما قال ـــ قبل أن توضح شدياق أنه مراسل «لبنان الحرّ» في الجنوب ـــ يتساءل: «وهل من مات دفاعاً عن أرضه (في جيش لبنان الجنوبي) قتيل أم شهيد؟». ثم يأتي دور كاهن رعية رميش نجيب عميل، ليتحدّث عن «إسرائيل التي فتحت بوابة سعسع لتطبب أبناءنا، وتعطينا الماء».
وسط هذه المداخلات، سألت ميّ عن السبب الذي جعل القسم الأكبر من «اللاجئين» من المسيحيين، «علماً بأن 70 في المئة من هؤلاء هم من الشيعة، كما نعرف». وحين حاول الكاهن التوضيح بأن الشيعة الذين رجعوا لم يتلقّوا معاملة مميزة، لم تقتنع. إنها المؤامرة ضد المسيحيين!
«من العميل، ومن البطل؟» تسأل فيرا بو منصف في تقريرها: «فلنسأل الأبطال الذين يرفعون إشارات النصر»، تقول، قبل أن تظهر صورة أحد عناصر حزب الله ومعه عميل يسلّمه إلى المحققين... من العميل ومن البطل؟ سؤال جريء، تناست بو منصف أن تطرح بعده: ألم يكن بين هؤلاء «اللاجئين» من شارك بعمليات التعذيب والقتل في معتقلات «الخيام» و«أنصار»؟