باريس ـــ عثمان تزغارتاكتشفها الجمهور العريض، خارج إسرائيل، لأوّل مرة، في دور مفتشة الشرطة العنصرية في فيلم «عليلة» لعموس غيتاي (المسابقة الرسمية لـ«مهرجان فينيسيا/ البندقيّة» ــــ 2003)، ثم في دور الأم المومس في «أور» لكارن ييداما (الكاميرا الذهبية ـــــ «مهرجان كان» ــــ 2004). لتتكرّس لاحقاً كأحد الوجوه البارزة للسينما التقدمية الإسرائيلية، من خلال أفلام أدّت بطولتها، ومن أحدثها «زيارة الفرقة» لعيران كولرين. وبعدما خاضت تجربتها الإخراجية الأولى في «اتخاذ زوجة» (2004) بالاشتراك مع شقيقها شلومي، ها هي تعود إلى الواجهة هذا الصيف بفيلم «الأيام السبعة» الذي يُعرض بنجاح في القاعات الأوروبية. وفيه جدّدت إلكابيز تجربة الإخراج المشترك مع شقيقها، حيث استعادا الشخصيات ذاتها التي قدماها في الشريط الأول، وهم أفراد عائلة «أوحيون» اليهودية الأرثوذكسية ذات الأصل المغربي. لكن شمل العائلة لا يلتئم هذه المرة لمناسبة عرس ــــ كما في الفيلم الأول ــــ بل لإقامة العزاء بعد وفاة كبير العائلة، إذ تقضي العادات الأرثوذكسية بإقامة الحداد سبعة أيام، لا يجوز خلالها لأفراد العائلة الخروج من المنزل. وعبر وقائع أيام الحداد هذه، يرصد الفيلم تناقضات المجتمع الإسرائيلي ومفارقاته الفاقعة.
هذا الشريط يذكّر بـ«الجرح» لصموئيل هاسفاري الذي سلّط الضوء على تمزّقات عائلة من اليهود الأرثوذكس المغاربة بعد هجرتها إلى إسرائيل. وهو أول فيلم كانت رونيت إلكابيز أدت بطولته، ونالت عنه جائزة أفضل ممثلة إسرائيلية، عام 1994. لكن النجاح والشهرة لم يؤثرا في مواقفها التقدمية المناهضة للحكومات الإسرائيلية المتلاحقة، ما دفعها للمغادرة إلى باريس، حيث عملت عاماً ضمن فرقة «مسرح الشمس»، تحت إدارة المخرجة الكبيرة أريان منوشكين.
وبعدما ظهرت في عدد من الأفلام الفرنسية، منها Origines Contrôlées لزكية وأحمد بوشعالة، تجدّدت صلاتها بالسينما التقدمية الإسرائيلية، سنة 2000، عبر فيلم «زواج متأخر» لدوفر كوساشفيلي الذي نالت عنه جائزة أفضل ممثلة إسرائيلية للمرة الثانية، لتصبح بعد ذلك من أبرز رموز السينما الجديدة المناهضة للسياسة الرسمية للدولة العبرية. ومن أحدث مشاريعها فيلم «صهيون وإخوته» للمخرج عيران ميراف الذي سيثير جدلاً لدى طرحه في الصالات الإسرائيلية، الخريف المقبل...