قصص من القرآن، ودروس في التاريخ، ومناقشات «شبابية» للقضايا الراهنة... البرامج الدينية تحتلُّ الصدارة هذا الموسم، ونجومها يريدون منافسة المسلسلات!
محمد عبد الرحمن
لم يعد ممكناً أن نتحدّث عن برامج الدعاة في رمضان، من دون استخدام مفردات مثل النجوم، والمنافسة، والجذب الإعلاني، والسعي نحو الجماهيرية الدائمة... لكنّ الدعاة الجدد ليسوا هم فقط من يريد كسب كل هذه الرهانات، ذلك أن الفضائيات أيضاً تدرك أهمية البرامج الدينية في هذا الشهر، وخصوصاً أن المشاهدين سيولونها اهتمامهم، أكثر من أي وقت آخر في العام.
من هنا، حرص كل نجوم الدعوة على إضافة لمسات جديدة على برامجهم، سواء في الشكل أو المضمون، بحثاً عن منافسة المسلسلات من جهة، ومنافسة الدعاة الآخرين من جهة ثانية. وهكذا، بدأ الترويج للبرامج الدينية مبكراً هذا العام، عبر الاعتماد على وسائل مختلفة: تسريب أخبار للصحافة، أو تسجيل إعلانات للقنوات التي حظيت بأحد هذه البرامج، حصرياً.
والبداية مع الداعية الشاب مصطفى حسني الذي روّج بقوة للحلقات التي يستضيف فيها الممثل المعتزل محسن محيي الدين في برنامجه الجديد «الكنز المفقود» على شاشة «اقرأ» في رمضان. وحسني، لم يشر إلى أي ضيوف آخرين، مكتفياً باسم محسن محيي الدين، أحد أكثر الفنانين المعتزلين شعبيةً، قبل انكفائه عن الأضواء. وهو لم يظهر في أيِّ حوار تلفزيوني أو صحافي، منذ عشر سنوات على الأقل.
أما نجم الدعاة عمرو خالد، فيعوّل على التصوير في أماكن جديدة، لم تصل إليها البرامج الدينية من قبل. وعلى رغم أن الخروج من الاستديو ليس أمراً محبّباً بالنسبة إلى شيوخ الفضائيات، قرر خالد، بحثاً عن التميّز، أن يصور «قصص القرآن» بين مصر واليمن والأردن. ثم اختار التشيك للقاء الجاليات المسلمة في أوروبا، حيث نظّمت رحلات يومية لحضور تصوير برنامجه. وفي البرنامج، يستعرض خالد مشاهد من القصص التي وردت في القرآن، متوقفاً عند أسس قيام الحضارات وعوامل انهيارها، في محاولة لاستخراج العبر والعظات وربط كل ذلك بواقع الأمة اليوم. وكالعادة رفض عمرو مبدأ الحصرية، وخصوصاً أنه منتج البرنامج، ما سيضمن له انتشاراً جيداً وسط زحام رمضان.
أما طارق السويدان، رئيس قناة «الرسالة» التي يملكها الوليد بن طلال، فيطلُّ هذا الموسم في «علمني التاريخ»، مقدّماً تحليلاً لمواطن الضعف والتعثّر في التاريخ الإسلامي، ومستعرضاً كيف كانت الأمة تنهض من كبوتها في كل مرة، وتنطلق من جديد. فيما غيّر الداعية المصري عمر عبد الكافي عنوان برنامجه الشهير «أخلاقنا في الميزان» إلى «أخلاقنا في رمضان». والبرنامج الذي يعرض على شاشة «الرسالة»، يناقش قضايا اجتماعية عامة من منظور ديني تربوي، ويتعرض لأخلاق الفرد المسلم عموماً وفي رمضان خصوصاً.
كذلك، يحافظ خالد الجندي على حضوره الفضائي القوي، على رغم الانتقادات التي تلاحقه دائماً، وآخرها حادثة «الضرب» الشهيرة على باب التلفزيون المصري (راجع «الأخبار»، عدد 16 حزيران/ يونيو 2008). إذ حصلت قناة «الحياة» على حق عرض برنامجه «قطائف»، ومن المقرر أن تحدد له توقيتاً مميزاً على شاشتها التي تخوض حرب رمضان للمرة الأولى. كما جذبت «الحياة» الداعية عبلة الكحلاوي التي ستقدم برنامجاً يومياً بعنوان «بشراكِ»، علماً أن الكحلاوي تظهر كل أسبوع على «الحياة» في برنامج «الدين والحياة» وتجيب مباشرة على الهواء، عن أسئلة المشاهدين، وهي تصوّر داخل منزلها نظراً إلى المشاكل الصحية التي تعانيها.
أما قناة mbc، فتقدم إلى جمهورها في رمضان ثلاثة برامج دينية دفعة واحدة: أولها يومي هو «حجر الزاوية» للشيخ سليمان العودة والمذيع مهند السعودي، ويقدم يومياً مباشرة على الهواء، بعدما كان يبث كل يوم جمعة. وفي البرنامج، يقدم العودة قراءة لبعض القضايا الإسلامية المعاصرة، ويتلقى اتصالات هاتفية للرد على أسئلة الصائمين. أما الشيخ عائض القرني، فسيكون حاضراً هذا الموسم على mbc، مع برنامج «حياتنا» الذي يتوقف فيه عند السلوكيات اليومية للمسلمين. فيما يواصل أحمد الشقيري تقديم برنامج «خواطر» للعام الرابع على التوالي، وهو موجه للشباب بالدرجة الأولى. ويطرح الشقيري مجموعة من المواضيع والأفكار كالإبداع في العمل والتدخين والمعاكسات والسرعة في القيادة. وتبقى أخيراً قناة «الناس» التي أعلنت دخولها سباق رمضان مع ستة برامج جديدة، لكنها لم تكشف عن تفاصيلها أو حتى مواعيد عرضها حتى الآن.


من وحي المناسبة

بعيداً من المنافسة التي يعيشها شيوخ الفضائيات، تولي المحطات اللبنانية اهتماماً خاصاً بالبرامج الدينية. هكذا مثلاً، تقدم nbn كعادتها برنامج «حديث الإفطار» مع الشيخ محمد كنعان. فيما يطلُّ الشيخ محمد العريفي للسنة الثالثة على شاشة الفضائية اللبنانية LBC، ليقدّم «مسافرون»، برفقة مجموعة من الشباب. وتراهن «المستقبل» على مسابقة القارئ العربي الخاصة بتلاوة القرآن، إضافة إلى برنامج يروي سير الخلفاء. كذلك تعوّل «المنار» على برنامج «إلى القلب» الذي يتميز بحضور جمهور سيشارك في مناقشة مواضيع متنوّعة. فيما تقدم OTV برنامجاً دينياً بعنوان «أنوار رمضان»، يتوقف عند أجواء الصيام في رمضان