مع انطلاق موسم الصيف، يؤكد موزّعو الألبومات الغنائية عودة الروح إلى السوق بعد سنوات من الركود. والجميع ينتظر جديد نانسي عجرم ونجوى كرم وسميرة سعيد
هشام العبد
على رغم الكساد الذي تعانيه سوق الكاسيت منذ فترة طويلة، يستبشرُ كثيرون خيراً بفصل الصيف الذي يشهد طرح عدد كبير من الألبومات الغنائية، وخصوصاً أنّ المنتجين يراهنون كثيراً على هذا الموسم المزدحم بالحفلات. وعلى رغم خسائر السوق الماضية التي تقدّر بملايين الدورلات، قد يسجل الصيف صدور أكثر من 30 ألبوماً، معظمها لكبار النجوم. ولتنشيط حركة البيع والحد من عملية القرصنة في آن، عمدت بعض شركات الإنتاج إلى خفض سعر الـCD بنسبة ترواح بين 60 و70 في المئة.
«لم تعد هناك أرقام توزيع خيالية كما كان في السابق، حتى لو تعلّقت المسألة بفنان كبير»، يشرح أحد تجار الكاسيت المخضرمين في بيروت. ويضيف موضحاً: «بسبب القرصنة، لم يعد هناك إلا جمهور قليل يحرص على اقتناء ألبوم مطربه المفضل. وبالتالي، تخسر شركات الإنتاج يومياً مبالغ ضخمة».
لكن الوضع ليس سيئاً بالنسبة إلى بعض الفنانين. أخيراً، حقق «كلامك يا حبيبي» لجورج وسوف و«بعشقك» لراغب علامة و«طعم البيوت» لمحمد منير و«أيامي بيك» لإليسا، نسبة مبيعات جيّدة. فيما وزِّعت أربعة آلاف نسخة فقط لألبوم ماجد المهندس «إنسى» من مجموع 30 ألف نسخة، كذلك الأمر بالنسبة إلى ألبوم عبد المجيد عبد الله «مليون خاطر». أما المفارقة فكانت في احتلال المغني الشعبي عبد الباسط حمودة وألبومه «ضربة معلّم» الذي صدر في أيار (مايو) الماضي، موقع الصدارة في سوق الكاسيت المصرية. وقد فاقت مبيعاته مليون نسخة، متفوقاً على أغلب الألبومات التي صدرت في الأسواق منذ بداية 2008. وبينما كان جمهور شيرين ينتظر من نجمته ألبوماً جديداً متميزاً في تعاونها الأول مع «روتانا»، خيّب الشريط المنتظر الآمال. إذ لم يتضمن «بطمنك» سوى أغنيتين جديدتين فقط. وقد يعود ذلك إلى انشغالها بفترة الحمل والولادة. ومع ذلك، انتزعت شيرين مبيعات لا بأس بها، على رغم مرور فترة قصيرة على طرح عملها في الأسواق.
ومع صدور ألبوم تامر حسني الجديد «قرّب كمان»، يتوقع كثيرون أن تنشط حركة البيع، وخصوصاً أنّ ألبومات تامر تحقّق عادةً أعلى نسب المبيعات. لكن الشريط لم يحقق حتى الآن أكثر من 80 ألف نسخة من إجمالي 200 ألف نسخة طبعها المنتج نصر محروس. من جهتها، دخلت هيفا وهبي على خط المنافسة. وفي أحدث ألبوماتها «حبيبي أنا» (إنتاج «عالم الفن»)، حرصت هيفا على التنويع في خياراتها الغنائية، ما قد يسهم في نجاح الألبوم. وهذا ما يؤكده أحد العاملين في كبرى المكتبات الموسيقية، قائلاً: «الكل بدو هيفا». كما شهدت الساحة الغنائية أخيراً إطلاق ألبوم مايا نصري «جايي الوقت»، وألبوم غرايس ديب «أعذريني»، وألبوم «سعود أبو سلطان 2008»، وباسمة مع «حلم الطيور». ومن بين الأعمال التي ستصدر قريباً، ألبوم النجمة نانسي عجرم الذي يحوي عشر أغنيات. كما تدخل الفنانة التونسية لطيفة السباق مع ألبوم «في الكم يوم اللي فاتوا» ومعها المغربية سميرة سعيد، فيما تتبعهما نجوى كرم مع «عم بمزح معك». كما يحضّر ملحم زين لألبومه الأول مع «روتانا»، وهناك ألبوم لسارة الهاني يحمل عنوان «هيك بتعمل». إضافة الى أعمال لسيرين عبد النور، وأيمن زبيب، ومي حريري.
ويقول هادي حجار، مدير التسويق في مكتب «روتانا» في بيروت، إنّ حركة المبيعات هذا العام شهدت تحسنّاً ملحوظاً عن السنوات الأخيرة الماضية، بلغ خمسة أضعاف الأرقام التي سجلت العام الماضي. ويؤكد حجار أنّ «روتانا» تعوّل كثيراً على السوق الخليجية التي تشهد حركة بيع لافتة.
وفي انتظار صدور ألبومات عيد الفطر، تتنافس الأسماء المذكورة أعلاه على تحقيق أعلى المبيعات في سوق الكاسيت. ومع ذلك، ووسط كل هذا التفاؤل، أكد مسؤول فني في إحدى الشركات الكبرى أنّ ألبومات الصيف، وخصوصاً تلك التي ستصدر بعد منتصف هذا الشهر، قد تواجه مشكلة أساسية، ألا وهي اقتراب حلول شهر رمضان.