لا تتأخر هوليوود في اقتناص الفرص! ما إن حُرّرت إنغريد بيتانكور حتّى تهافتت شركات الإنتاج عليها: عقودٌ مع الرهينة السابقة، ومفاوضات مع الحكومة الكولومبية... لتقديم سلسلة أفلام تؤرّخ لتجربتها في الأسر
ديما شريف
خرجت إينغريد بيتانكور من سجن الأدغال الكولومبي بعد ستة أعوام من الأسر. شبّه بعضهم خروجها بفيلم هوليوودي، إذ لم يكن أحد يتوقع ما حدث. ذلك أن ثوار «الفارك» فوجئوا بعملية تحريرها التي باغتتهم والتي أدت إلى أسر اثنين منهم.
العملية هوليوودية بامتياز منذ بدايتها. وها هي تستمر اليوم مع تهافت المنتجين من دول عدة، بينها أميركا، للحصول على الحق الحصري لنقل قصة المرشحة السابقة لرئاسة الجمهورية إلى الشاشة. إذاً ستنتهي القصة بالتمثيل بعدما بدأت بالتمثيل. فقد تابع عناصر القوات الكولومبية دروساً في التمثيل لفترة طويلة، قبل أشهر من إعطاء الضوء الأخضر لبداية تنفيذ عملية التحرير، وذلك حتى يستطيعوا التغلغل جيداً داخل المنظمة الثورية، وإقناع أفرادها بأنهم يساندونهم. وقد أسهمت تلك الصفوف في إقناع الثوار بأن نقل بيتانكور وزملائها الأسرى، يتمُّ بأوامر من القيادة.
قصة بيتانكور باتت اليوم مادة دسمة، يتصارع عليها المنتجون في هوليوود. إذ تسعى كلٌّ من فيكتوريا بروس وكارين هايز لتقديم كتاب عن أسر بيتانكور وتحريرها، على أمل تحويله إلى وثائقي. وهو ما قامتا به عام 2003، عندما أنتجتا شريط The Kidnapping Of Ingrid Betancourt.
لكن الفيلم الذي يتوقع مراقبون أن يمثّل الحدث هو ذلك الذي تنتجه شركة Vertigo مع المخرج الكولومبي سيمون براند. وهذا الأخير سيركز على تفاصيل عملية التحرير من ثلاث وجهات نظر: أميركية وفرنسية وكولومبية. في المقابل، يُعِدّ المنتجان فيل مالوف وسكوت ستايندورف شريطاً آخر يتناول القضية، بعد مفاوضات مع الحكومة الكولومبية. ويعتمد ستايندورف على علاقته الجيدة بالمسؤولين الكولومبيين إثر تصويره فيلم «الحب في زمن الكوليرا» الذي أنتجه في كولومبيا. ويتابع حالياً الكاتب جويل غوتلر رصد الرواية الرسمية بالتعاون مع أحد أعضاء الحكومة.
أما المشروع الأكثر تقدماً فهو الذي تعدّه الممثلة الفنزويلية باتريسيا فالاسكيز. إذ اشترت حقوق الكتاب الذي ألّفه زوج بيتانكور السابق خوان كارلوس لوكونت «Au Nom D’ingrid»، قبل تحريرها. وتنوي فالاسكيز تعديل السيناريو قبل بدء تصويره العام المقبل، ليتناسب مع التطورات الأخيرة. ذلك أنها كانت قد أنهت اللمسات الأخيرة على الاستعدادات الأوّلية قبل عملية التحرير.
وكانت شركة الإنتاج التابعة للممثلة الأميركة جوليا روبرتس مهتمة بتحويل كتاب «رسائل إلى أمي» إلى فيلم، ثم أتى تحرير بيتانكور ليؤخر المشروع. وكانت الرسالة التي وجدها الجيش الكولومبي في تشرين الثاني (نوفمبر) من العام الماضي، إثر اعتقال عدد من الثوريين، قد تحولت إلى كتاب. وفوجئت بيتانكور، بعد خروجها، بأن الكتاب ــــ الرسالة تصدر لائحة الكتب الأكثر مبيعاً على ضفتي الأطلسي. ومن المنتظر أن توقع بيتانكور عقداً مع وكيلتها الأدبية سوزان ليا لتقديم كتاب، على أن يحوّل إلى فيلم. وسيكون هذا الشريط الوحيد الذي تشارك فيه بيتانكور مباشرةً، ورسمياً.
يذكر أخيراً أن بيتانكور التي استقطبت القسم الأكبر من الأضواء، لن تظلّ وحيدة في الساحة. إذ لم يتوان الرهائن الأميركيون الثلاثة مارك غونكالفس وكيث ستانسل وتوماس هاوس عن توقيع عقد للتمثيل مع وكالة United talent Agency، إحدى أكبر الوكالات التي ترعى مصالح الممثّلين الأميركيين. وكل ذلك، على الرغم من أن أي منتج لم يتقدم بمشروع يتعلق بهم... لكن لا ضرر من الاستعداد لأي جديد!