محمد شعير«العين اللاقطة» هي الشرط الوحيد للالتحاق بهذه المدرسة. عين ـــــ حسب تعبير شاهين نفسه ـــــ قادرة على التقاط ما هو مبهر وطريف. وثمة شرط آخر وضعه مبدع «الاختيار» لمن يريد أن يكون تلميذاً له: «أن يكون التلميذ عارفاً بلغة أجنبية ومنفتح الآفاق. يلتحق من يختارهم جو بالمدرسة ويعطيهم مرتّباً شهرياً ثابتاً». ويظل يدخل في مناقشات معهم حول «لعبة السينما» حتى يختار منهم مَن يصلح مساعداً له. وهنا تكون البداية دائماً.
أول تلامذة شاهين وأحد أقرب اثنين إليه المخرج علي بدرخان. بينما كان والده المخرج الشهير عبد الوهاب بدرخان، عمل علي بدرخان مساعداً لعدد من أفلام شاهين قبل أن يستقل في 1973 بفيلمه «الحب الذي كان»
جيل السبعينيات السينمائي الذي أسس لاحقاً لتيار «الواقعية الجديدة في السينما»، تخرّج أيضا فى مدرسة «جو»: داود عبد السيد، خيري بشارة، محمد شبل، أسماء البكري. وقد أصابتهم جميعاً لعنة شاهين التي كانت تضع الجمهور في مرتبة أقل، باعتبار أنّ أفلامهم أفلام «مثقفين». ربما حاول بعضهم الخروج من الأزمة بتقديم أفلام تحمل الطابع الجماهيري (داود عبد السيد مثلاً في «مواطن ومخبر وحرامي»).
في المرحلة الأخيرة، كان خالد الحجر، يسري نصر الله، وخالد يوسف الأبرز في متخرّجي المدرسة، ولكل منهم أسلوبه الخاص. خالد يوسف الأقرب إنسانياً لشاهين. وقد اختاره شاهين ليستكمل معه فيلمه الأخير «هي فوضى» بعد مرضه، رغم أن مشروعه يكاد يكون مغايراً لشاهين. خالد نفسه يؤكد أنّ أستاذه «لا يترك تلاميذه يسعون في سوق السينما بدون دليل» موضحاً: «أول أفلامي «العاصفة» كان من إنتاجه، لم يتركني كالقطّ الضّالّ». واستمرت مدرسة شاهين في تقديم المختلف وكان آخر التلامذة: أمير رمسيس وعماد البهات الذي يؤكد «نحن جديرون بالنجاحنتدرب في مدرسة سينمائية فريدة من نوعها، نتدرب عملياً ونظرياً حتى نصل في النهاية إلى ما لم يكن ممكناً أن نصل إليه: إنّنا تلامذة يوسف شاهين»!