ليال حدادتغيّرت المعادلة. لم تعد حرية عميد الأسرى اللبنانيين في السجون الإسرائيلية سمير القنطار، تُقايض بحرية الملاح الإسرائيلي المفقود رون أراد. فوعد المقاومة الصادق، ضاعف الرهان، وها هو سمير القنطار يخرج قريباً إلى الحرية مع أربعة من رفاقه مقابل الأسيرين الإسرائيليين غولدواسير وريغيف... هذه هي المعادلة التي يستقبل فيها موقع القنطار www.samirkuntar.org زوّاره، مرفقة بعبارة «هذا الموقع قيد إعادة البناء، بعدما أغلقته شركة أميركية، بسبب تلقيها شكاوى من جهات إسرائيلية».
مرة جديدة إذاً، تخوض إسرائيل حرباً إلكترونية ضدّ المقاومة، ولكن هذه المرة من خلال موقع القنطار. فمع ازدياد الحديث عن صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحزب الله في الشهر الماضي، تلقّت إدارة الموقع رسالةً من الشركة الأميركية المستضيفة homestead.com، مفادها أن عدداً كبيراً من الشكاوى انهالت عليها، احتجاجاً على ارتباط الموقع بمنظمات إرهابية. كما أشارت الشركة إلى أنّه أُغلق samirkuntar.org إلى حين إجراء مراجعة في هذه الشكاوى. وتضمّنت الرسالة انتقاداً أوّلياًً لاحتواء الموقع صوراً لجثث أطفال مجزرة قانا، من دون وضع تحذير في مدخله!
وطيلة أسبوع، وهي المدة التي أمهلتها إدارة samirkuntar.org للشركة لاستكمال المراجعة وإبلاغ الموقع بقرارها، كانت الشركة تتفادى الردّ على اتصالات إدارة الموقع، طالبةً إرسال رسالة إلكترونية «بسبب حساسية الموضوع ودقّته»!
وبعد مرور الأسبوع، بدأت الإدارة بنقل المعلومات الموجودة إلى شركة مستضيفة جديدة، مع الحرص على أن تكون الشركة في دولة، واسم النطاق الـDomain Name في دولة أخرى، تفادياً لمشكلات مشابهة.
هكذا عاد الموقع إلى العمل بلغاته الأربع: العربية، والفرنسية، والإنكليزية والعبرية. ومن المنتظر أن يتحوّل إلى مدوّنة خاصة بالقنطار بعد تحريره، إضافة إلى بقائه موقعاً متابعاً للانتهاكات الإسرائيلية لحقوق الإنسان في سجونها. كما أنّ الخدمات ستصبح أكثر تفاعلية.
إلا أن حدود الحرب الإلكترونية لا تقف عند الموقع الرسمي للقنطار، فعدد لا يحصى من المجموعات أنشأت على «فايس بوك»، منها المنادي بحرية القنطار، ومنها الإسرائيلية التي ترفض إطلاق سراحه، وفيها بعض الأعضاء اللبنانيين الذين طالبوا الإسرائيليين بقتل القنطار قبل وصوله إلى لبنان!