«يبتعد عن التجاذبات السياسية، يضع الإصبع على الجرح، ويضيء على الأزمة المعيشيّة الخانقة»... هكذا تختصر برنامجها الأول الذي ينطلق الليلة. شيرلي المر ملّت البرامج الاجتماعية العقيمة، فقدمت شاشتها لمواطن يبحث عن «الإصلاح والتغيير»
باسم الحكيم
قبل نحو عام، كانت شيرلي المرّ أول وجه يظهر على Otv، كمذيعة للنشرة الإخبارية. وكان عليها آنذاك الحضور بصورة دائمة إلى مبنى القناة، لأن بعض زملائها من مذيعي الأخبار، كانوا تحت التجربة، بينما هي صاحبة خبرة سابقة في LBC. وبعدما اطمأنّت إلى أن الأمور تسير على ما يرام، بدأت تحضيراتها لبرنامجها الأوّل «فكر مرتين» الذي تعدّه بمشاركة مارون ناصيف، وتتولى تنفيذ إنتاجه مايا عوّاد ويخرجه شادي حنّا. لا يوحي العنوان ولا الإعلان الترويجي الذي دأبت القناة على عرضه منذ أسبوعين تقريباً، بأننا في صدد برنامج سياسي. والواقع أن «فكر مرتين» لا يعتمد على الحوارات السياسيّة الممجوجة، ولا على تصريحات السياسيين ومواقفهم التي يكرّرونها على الشاشات، إنما «يضع الإصبع على جرح المواطن، ويضيء على الأزمة المعيشيّة الخانقة للشعب اللبناني ومتفرعاتها».
ولعلّ شيرلي المر، ما كانت لتغادر LBC بهذه البساطة، لو لم تُغرِها فكرة التفرّد ببرنامج خاص، بعدما اقتصر عملها سابقاً على قراءة الأخبار. حالها كحال مجموعة من زملائها الذين لم يتوانوا عن مغادرة «المؤسّسة اللبنانية للإرسال»، إثر تلقّيهم عرضاً من قناة «أخبار المستقبل»، يتضمن برنامجاً خاصاً، إضافة إلى تقديم الأخبار، من بينهم بسّام برّاك ونضال أيوب...
لا تدّّعي المرّ أنها قادرة على أن «تشيل الزير من البير»، ولا أن «تبلّط البحر»، كما يرد في الإعلان الترويجي الذي صمّم فكرته شادي حنّا. فالسياسيون والوزراء والنوّاب والمحللون، سيطلّون في البرنامج الجديد. غير أن المر لن تتيح لهم تسجيل مواقف سياسيّة، ولا مناقشة تطوّرات الساعات الأخيرة في البلد، بل ستقتصر مداخلاتهم على موضوع الحلقة. وتوضح المر بأن: «البرنامج إصلاحي، يضيء على مكامن الفساد في الدولة. ونسعى إلى طرق أبواب حلول للمستقبل، من خلال الغوص في قضايا ماليّة واقتصاديّة واجتماعيّة بخلفيّة سياسيّة». تسارع إلى التأكيد: «ليس هدفنا أن نزيد همّاً على هموم المواطنين الذين يتلهّون بالتجاذبات السياسيّة، فيما يغيب الكلام بالكامل عن اللجان النيابيّة ودورها». تصفُ برنامجها بالتوعوي، «لأنّه من حق الشعب معرفة مكامن الهدر في الدولة، ومن الذي يتحمّل مسؤوليتها، وما هي حقوق المواطن وواجباته». لكن أي صدقيّة ستكون لبرنامج معني بـ«الإصلاح والتغيير»، ويُعرض على شاشة تعدّ لاعباً معارضاً أساسيّاً في البلد؟ هنا، تنقذ شيرلي نفسها بإجابة مثاليّة، تستعاد على ألسنة معظم الإعلاميين، إنما يصعب تطبيقها على أرض الواقع. تقول: «من يرد العمل بالفعل، فعليه أن يكون متجرّداً، وأن يلامس هموم الناس الذين يعانون الأمرّين من ارتفاع الأسعار والغلاء». وتضيف موضحة: «اليوم، يمكن إطلاق تسمية «حكومة الإصلاح والتغيير» على الحكومة المقبلة. ويبدو أن هناك اتفاقاً بين المعارضة والموالاة على أولويّة الإصلاح والتغيير، لتكون الهموم الاقتصاديّة والمعيشيّة العنوان الأساس في الفترة المقبلة... سأحرص على ألّا يكون البرنامج منبراً للتجاذبات السياسيّة». وتستدرك: «لا أدّعي أنني سأجد الحل السحري، ولا أعتقد أصلاً أن أي برنامج قادر على لعب هذا الدور في مدة زمنية لا تتجاوز ساعة ونصف الساعة. غير أن الأسلوب الذي تطرح فيه الأمور، واستضافتنا لاقتصاديين ومحللين، سيتيح لنا إعطاء آراء مهمّة، قد تمهّد لحل، كما قد تشكّل الحجر الأساس لحلول مستقبلية، تحتاج إلى دراسات طويلة ومتعمّقة».
وفي وقت تنتشر فيه البرامج الخدماتية عبر الإذاعات المحليّة وعلى بعض الشاشات بشكل أو بآخر، تؤكد المر بأن «فكر مرتين»: «ليس برنامجاً خدماتيّاً، ولن نطرح أزمة تعاني منها فئة من اللبنانيين أو تتضرر منها منطقة معيّنة في بيروت أو الشمال أو البقاع أو الجبل، لأن هذه الأمور يسلّط عليها الضوء في نشرات الأخبار... هناك أهم من التحدث عن حفرة في الطريق، تتأذى منها السيّارات، ويعاني منها ألفان أو ثلاثة آلاف لبناني. ذلك أننا نراهن على مخاطبة شريحة أكبر، لنتوجه إلى أربعة ملايين لبناني يعيشون تحت خط الفقر بسبب الغلاء المعيشي الذي ستكون له الأولويّة في برنامجنا». وستناقش موضوعات الحلقات مع أعضاء لجان نيابيّة ووزراء حاليين وسابقين وسياسيين ومحللين وخبراء اقتصاديين معنيين بالشأن الاجتماعي... وتتضمن كل حلقة ثلاثة أو أربعة تقارير. وعن رأيها بالبرامج الاجتماعيّة، تعتبر بأن «البرامج الاجتماعيّة معدومة على الشاشات المحليّة، ليتاح هواء الشاشات المحليّة لبرامج تغسل دماغ اللبناني بسبب غناها بالتجاذبات السياسيّة». فيما تشدد على أن «البرنامج يدفع المواطن اللبناني إلى مزيد من الوعي لمصالحه، وإلى ممارسة الديموقراطيّة وتطبيقها في الانتخابات المقبلة، ويطالبه بأن يفكر مرتين، قبل أن يضع الورقة في صندوق الاقتراع». وتستضيف الليلة النائب عباس هاشم الذي يتحاور مع مواطن. ثم تستضيف ربة منزل، وأصحاب مصالح معنيين بالغلاء، وتجاراً، والمحلّل الاقتصادي إيلي يشوعي.
يذكر أن بداية شيرلي المر لم تبدأ في التلفزيون. في عام 2003، كانت مذيعة في شبكة الإذاعة العربيّة، في الإمارات. استمرت تجربتها هناك سنة كاملة، اختتمتها ببرنامج اجتماعي منوّع عنوانه «أديار»، قبل أن تصل إلى LBC حيث كانت إطلالتها محبّبة أكثر للجمهور. تجيب: «ربما كنت أبدو أصغر بقليل، أضف إلى ذلك أن أسلوب الإضاءة وشكل الاستديو والماكياج كانوا مختلفين». وبسرعة تنتقل للتحدث عن تجربتها في LBC التي «أغنتني مهنيّاً، وكان تحدياً كبيراً أن أقدم على خطوة الانتقال إلى محطة تستعد للانطلاق (otv)، إلا أنني تابعت المشروع من البداية وآمنت به، وخصوصاً أننا اعتمدنا في عملنا الأسلوب الأوروبي، فترى أن استديو الأخبار قريب إلى ذلك الموجود في TF1 مثلاً». وفي كل مناسبة، تذكر بأنها مؤيدة لتوجهات المعارضة، لكنها لا تحمل بطاقة حزبيّة تابعة للتيار الوطني الحر». وحول ما يدور من أحاديث عن مشاكل في Otv، تنفي الكلام تماماً، علماً بأنّ ثمة تبديلات جذرية في المواقع الإداريّة في المحطة. وتختصر شيرلي ما يجري بأنه «نقد ذاتي ضروري لنتعلم من أخطائنا، ولا يجب أن ننسى بأن Otv عمرها سنة، وما حقّقته حتى اليوم لافت». وأخيراً، تشعر بسعادة لانطلاقة برنامجها، فللمرّة الأولى سيكون لها برنامج خاص. علماً بأن Otv أتاحت لها فرصة إعداد مجموعة من الحلقات الخاصة بينها «وفاء للوفي.. داني شمعون»، و«الخطأ والخطيئة عن 13 تشرين الأول». وتوضح بأن «أحداً لم يجرؤ على كتابة التاريخ الحقيقي لمرحلة الحرب اللبنانيّة، ولا للدخول السوري إلى بيروت، إلى حد يمكن القول إن التاريخ مزوّر». كما عملت على «بيي راح» بعد معارك نهر البارد و«ملك أو صانع ملوك» عن رئيس الجمهورية.
21:30 – otv


أبو الطيّب العربي... هذا المساء

بعد طول غياب عن الشاشات المحليّة، يعود «ابن البلد» هذا المساء. هكذا، بعد أقل من أربعة أشهر على البدء بتصويرها، وجدت الكوميديا الانتقادية الساخرة «أبو الطيّب العربي» من بطولة أحمد الزين طريقها إلى الشاشة الصغيرة عبر nbn التي اتخذت قراراً باقتحام ميدان الدراما اللبنانيّة. وسيكون باكورة عروضها في هذا الإطار «أبو الطيّب العربي»، في ثلاثين حلقة منفصلة ـــــ متصلة، مدة كل منها نصف ساعة، كتبها رفيق نصر الله ويخرجها علي الغول، وتنتجها شركة «سان لايت بروداكشن»، ويشارك فيها أيضاً كل من مجدي مشموشي، ميرنا مكرزل، خالد السيد، سعيد بركات، فؤاد حسن وسواهم. وبعدما كان مقرراً أن تضيء الحلقات على الهدر والفساد والمشكلات الاجتماعيّة في 10 دقائق، ستمتد الحلقة لنصف ساعة، «تتخطى الخطوط الحمر» كما يقول الكاتب، لافتاً إلى «أننا سنسمّي الأشياء بأسمائها، ولو كانت صادمة، من دون تحفّظ أو خجل أو خوف». ويدافع مسبقاً عن الأسلوب المباشر المتبع في النص، «لأنه من غير المقبول أن أستخدم الأسلوب غير المباشر وأن ألجأ إلى الترميز في مثل الظروف التي نعيشها». يبرّر أحمد الزين تخلّيه عن لقب «ابن البلد» في هذا العمل، بالقول إن «أبو الطيب شخصيّة أكثر نضوجاً وتتوجه إلى العالم العربي بأسره». ويؤكد أن «الجمهور سيفاجأ بالأفكار الجديدة، في فترة بات وجع الشعب العربي فيها واحداً من المحيط إلى الخليج، همّنا واحد ومصيرنا واحد». ويسجّل تحفّظه على ما يعرض على الشاشة من كوميديا ساخرة، مؤكداً «أننا بكل تواضع، نقدّم ما لا يجرؤ أحد على تقديمه».
20:30 على nbn