نوال العليمَن يطلب رأس «العرب اليوم»؟ وما الذي يدفع مالك الصحيفة الأردنية اليومية رجائي المعشّر إلى كتابة مقال نُشر أمس بعنوان «5 حقائق عن «العرب اليوم»...صحيفة دولة وليست صحيفة حكومة أو شخص»؟ قد لا تجد «النصائح» التي تلقّاها المعشّر في الفترة الأخيرة أذناً صاغية. وقد تراوحت «بين ضرورة بيع الصحيفة أو إيقاف واحد أو أكثر من كتّابها وتغيير نهجها وأسلوب تعاطيها مع الخبر، وبين تحذير من صديق، بأنّ هناك مَن يدبِّر عملاً كيدياً موجهاً ضدّي، شخصياً». ويمضي المعشر في مقاله مبيناً «أحد التعليقات واجهتني بالسؤال الآتي: كيف أسمح للكتابة ضد العولمة والانفتاح؟ كيف، وأنا «رجل أعمال» ــــ والكلام لصاحب التعليق ــــ أسمح لوجهة نظر يسارية مضادة للخصخصة، بأن تعبّر عن نفسها على صفحات الجريدة؟».
إذاً، هذه ليست مجرد «نصائح» من أصدقاء ومسؤولين، بل هي رسائل مررت لصحيفة تكاد تكون الوحيدة في الأردن التي تنتقد وتسأل وتكشف بأقلام كتّاب من أبرز المحللين السياسيين المحليين، مثل ناهض حتر، موفق محادين، رنا صباغ وغيرهم.
وكل ما فعلته هذه الأقلام أنّها انتقدت سياسات عامة كالخصخصة التي أثقلت كاهل المواطن، وبيع أراضي الدولة لمستثمرين عرب وأجانب، كان آخرها ميناء العقبة وأراضي منطقة خلدا، وطالبت الصحيفة بعودة السلطة إلى الحكومة، منتقدة سياسات رئيس الديوان الملكي الأردني باسم عوض الله.
الكاتب والمحلل في الصحيفة فهد الخيطان أكّد لـ«الأخبار» أنّ الصحيفة تتعرض لضغوط من مجموعة مؤثرة داخل مؤسسات الدولة ومتضررة من سياسات الصحيفة التي تأسست أوائل التسعينيات. فهل «العرب اليوم” مهددة بالإغلاق، يجيب الخيطان: «إغلاق الصحف لا يتم بقرارات إدارية». وخاصة أنّ ثمة وسائل قانونية لإغلاق الصحف، وربما لو كان الأمر غير ذلك، لأغلقت هذه الصحيفة من زمن.
المقالات التي كتبها صحافيو «العرب اليوم» في الفترة الأخيرة ليست متجنية، فالأردنيون يعيشون الآن في «نفق مظلم» كما جاء في بيان لـ150 شخصية أردنية بارزة الاثنين، دعت فيه المؤسسات الدستورية وكل الأردنيين إلى وضع حد لسياسة الخصخصة في المملكة. وجاء في البيان أنّ الخصخصة «أدّت إلى تعميم الفقر والعوز الذي أخذ يضرب معظم فئات المجتمع في جميع المجالات، دون أي بارقة أمل لوقف التدهور وتفادي كارثة اقتصادية واجتماعية مقبلة».
وتشهد هذه الفترة دعوة من الإخوان المسلمين لإعلان المناطق الفقيرة في الأردن مناطق منكوبة، وخاصة بعد صدور تقرير رسمي يفيد بأنّ العائلات التي لا يتجاوز دخلها 750 دولاراً تعيش تحت خط الفقر. ومن جهة أخرى، طالب أحد عشر نائباً أمس بإلغاء مهرجان «الأردن» هذا العام نظراً إلى الظروف الاقتصادية الصعبة. فهل تجد هذه البيانات والمطالبات والمقالات مَن يسمعها؟