وسط حملة الاحتجاجات المتصاعدة ضدَّ مهرجان «الأردن» (راجع «الأخبار» عدد 23 حزيران/ يونيو 2008)، أكد عمرو دياب خلال مؤتمره الصحافي في القاهرة، مساء الجمعة، أنه سيقاطع المهرجان إذا ما تأكدت تهمة التطبيع، على اعتبار أنه يرفض كل أنواع التطبيع مع إسرائيل التي “عانيت بسببها التهجير من بلدي بورسعيد أثناء الحرب، والتي تقتل الفلسطينيين يومياً”. وقريباً من عمرو دياب، أعلن المطرب الأردني عمر العبد اللات، أمس، اعتذاره عن عدم المشاركة في المهرجان، في وقت اعتبر فيه مراقبون أن قراره يأتي انتصاراً للحملة التي أطلقتها قوى المعارضة والحركة الإسلامية منذ أسابيع لمقاطعة المهرجان بسبب ما تراه من «شبهات التطبيع» مع إسرائيل التي تحيط بالمهرجان.وجاء قرار العبد اللات بعدم المشاركة في المهرجان، بعد اجتماع عقده في مقر نقابة الفنانين التي كانت طالبت أعضاءها بمقاطعة فعاليات «الأردن» التي تبدأ في 8 تموز (يوليو).
وكانت نقابة الفنانين المصريين قد دعت بدورها أعضاءها إلى مقاطعة «الأردن». وكانت الحملة المضادة للمهرجان قد بعثت برسائل لمطربين عرب تدعوهم للمقاطعة، وأعلن أن بعض هؤلاء الفنانين يدرس مقاطعة المهرجان، وبينهم فنانون لبنانيون. وفيما يشير بعضهم إلى أن فضل شاكر ويارا سيعلنان قريباً موقفهما من المشاركة، أكدت إليسا أنها لم تحدد قرارها الرسمي بعد.
وهنا، تجدر الإشارة إلى أن موقع «أم بي سي» قد ذكر أن الأجر الذي حدد لمشاركة عمرو دياب في المهرجان، قد أثار جدلاً واسعاً في البلاد. ذلك أن المطرب المصري الذي من المقرر أن يحيي حفلته في التاسع من تموز (يوليو) المقبل سيتقاضى مقابلاً مادياً هو 250 ألف دولار، على أن يحضر إلى المهرجان بطائرة خاصة يغطي المهرجان نقفتها، وتبلغ كلفتها 70 ألف دولار.
ويحدث كل ذلك، في وقت تعلو فيه الأصوات في الأردن احتجاجاً على خصخصة الثقافة والفنون، وتلزيم هذا القطاع الحسّاس إلى شركات أجنبيّة، وصديقة لإسرائيل، تغرف من المال العام من دون أن تخدم المواطن.