تشكيلات ربيع وصيف 2008 للأزياء الراقية، تجمع الكلاسيكية والغرابة: توفيق حطب اختار هيفا وهبي ليطلق مجموعة زاخرة بجنون الألوان وفخامة الأقمشة. أما رامي العلي، فأرّخ للحقبات المتعاقبة التي عاشها عالم الموضة

فاطمة داوود

على الرغم من الصداقة التي تجمع هيفا وهبي بالمصمّم توفيق حطب منذ سنوات، لم يحصل التعاون بينهما إلاّ أخيراً، وذلك حين وقّعت وهبي عقداً حصرياً لمدّة ثلاث سنوات، يقضي بأن تكون نجمة أزياء حطب.
هكذا، قطع المصمّم اللبناني الطريق أمام مصمّمين كثر كانوا يعرضون أعمالهم لتزيّنها النجمة اللبنانية بجمالها وجاذبيتها. إذ أصبحت حكراً على دار أزياء واحدة، تصمّم لها فساتين المهرجانات والحفلات الغنائية والإطلالات التلفزيونية أينما كانت.
«مَن أجمل من هيفا وهبي؟ كلّ فستان أقدّمه لها عمل إبداعي كبير يصعب عليّ وصفه بالكلمات، كما أنها صديقتي منذ زمن، أي قبل دخولها عالم الغناء، ما سهّل إتمام هذا التعاقد». بهذه العبارة يلخّص حطب ردّ فعله على سؤالنا: لماذا اخترت هيفا؟
عرضت وهبي أربعة فساتين، بدت فيها كحورية. وقد اتّسمت الألوان بالتنوّع بين الأحمر الفاقع والأسود المرصّع، والأبيض والزهري الفاتح. واستخدم حطب في هذه المجموعة الخاصّة أقمشة مميّزة كـ«الأورغانزا» و«الكريب» والحرير و«التفتا». أما القصّات التي انسابت على جسد هيفا، فقد سمحت بالتصاق القماش تدريجاً حتى حدود الركبة، ليتحررّ بعدها، مشكّلاً صورة الحورية المطبوعة في الأذهان. واتخذ الفستان الأحمر شكل الثنيات الكبيرة لتكشف عن الساقين بأسلوب راق ومثير.
يؤكد حطب: «على رغم ارتباط اسمي حالياً بهيفا، يمكن أي فنانة زيارة دار الأزياء الخاصّة بي، تختار ما يلائم الحفلات أو المناسبات الاجتماعية، وتصممّ ملابس ليومياتها العادية».
حطب الذي عاش في مصر ثماني سنوات، تمكّن من ترك بصماته عند معظم الفنانات والممثلات هناك، لكنّه عاد إلى لبنان لينطلق بزخم أكبر. هذا ما يفسّر إطلاق مجموعته الجديدة لربيع وصيف 2008 التي عكست مفهوم «السجادة الحمراء»، مقدّماً توليفة جمعت بين ثلاثة عناصر رئيسة: جمالية الخطوط والقصّات والألوان، ومحاكاة خطوط الموضة الرائجة والحفاظ على الملامح الكلاسيكية العامّة، وهي عناصر جعلت تصاميمه مثالية للسيدات من مختلف الأعمار، وملائمة للاحتفالات الضخمة والأمسيات الصيفية.
من النظرة الأولى، يمكن وصف المجموعة بأنّها متأججةّ وصارخة بالألوان. غابت عنها الألوان المتداخلة إلاّ في ما ندر، بينما طغت الأقمشة المطبّعة بالورود والألوان الأحادية المشعّة التي زادت التصاميم حيويةً، وتمثّلت بالأحمر المتأجج والأصفر المشعّ والنيلي الكهربائي، والأخضر و«التركواز» و«الفوشيا»، والفضي والذهبي. ولم يكتمل مشهد الإثارة والحركة الديناميكية إلاّ باستخدام حطب قماش «الموسلين» بغزارة، ما منح المرأة ــــ النجمة بعداً أنثوياً راقياً وقدرة على التنقّل بخفّة ورشاقة خلال حفلات الكوكتيل الكبرى.
تصدّرت المجموعة المؤلّفة من 40 قطعة، الفساتين الطويلة التي تميّزت بالقصات في محيط الصدر. إذ جاءت مكشوفة عند الكتفين والصدر وخلف الظهر، إما على شكل X أو V. وقد ازدانت بأحزمة من القماش اللمّاع والمطبّع أعلى الخصر، لتضيق في الجزء العلوي، وتنسدل ما دونه في تموّجات كثيفة من القماش المتهدّل.
وبرز فستان باللون الأحمر، عكس بذخ المصمم باستخدام القماش، على الرغم من بساطة التصميم، فتميّز بالكشكش الناعم من قماش «الدانتيل» عند الصدر وشدّ أعلى الخصر على شكل حزام عريض لمّاع. وكان للّون الذهبي حصّة الأسد في الفساتين الطويلة، ليبرز أربعة تصاميم تنوّعت قصاتها بين الملتصق بالجسم لإبراز المفاتن، وآخر حررّ خطوات المرأة إلى حدّ بعيد.
وقدّم حطب من خلال المجموعة عدداً من الفساتين القصيرة والضيّقة، كشفت عن ساقين ممشوقتين، وتميّزت بطغيان اللون الذهبي أيضاً وباحتوائها على الثنيات الانسيابية على الجانبين، وطبقات خفيفة من الكشكش والشراشيب الناعمة. أما عروس المصمّم توفيق حطب فهي نجمة الحبّ بلا منازع. قدّم لها مجموعة تصاميم طغى عليها اللون الأبيض، وتميّزت بأقمشة «الموسلين» والدانتيل والأقمشة المطرّزة بالعمل اليدوي. كما برز بينها فستان ذو طبقات عريضة من الكشكش عند الصدر وأسفل الفستان. بينما اتخذ تصميم آخر شكلاً أكثر بساطة، نثرت عليه حبّات الكريستال الفضية، من دون إغفال طرحة الرأس المنسدلة من الرأس حتى أخمص القدمين.