ديما شريفتدفعك إحدى الرسائل الالكترونية بعنوان «هل تعلمين أنه شهر المرأة الجميلة؟» الى التفكير في مقاييس الجمال والأنوثة في أيامنا هذه. من تكون تلك «المرأة الجميلة» التي نحتفل بها؟ هل هي امرأة الإعلانات المقولبة على الـ«فوتوشوب» أم تلك النحيفة الى حدّ المرض أم هي بكلّ بساطة أنتِ كيفما كنتِ؟ الصورة النسائية المروّجة اليوم تعاني مشكلة. فالهوس بالقياس صفر لم يكن موجوداً في الإعلام منذ عشرين سنة. وكانت عارضات الأزياء في الثمانينيات يزنّ 8% أقل من معدل وزن النساء العام فيما أصبحت النسبة اليوم 23%. وقد أظهرت دراسة أخيرة أن 70% من النساء يشعرن بالإحباط بعد تصفحهنّ مجلات الموضة النسائية لمدة ثلاث دقائق (!). ومع ذلك فإن هذه المجلات الى ازدياد لكونها تحتل المركز الثاني في المبيعات بعد مجلات التلفزيون.
في فرنسا مثلاً لم تعد أكثر من 40 مجلة تتسع للموضوعات النسائية، إذ تشهد ساحة النشر حالياً حركة ناشطة، ولا يخفى على أحد أن ما يحصل هو فعلياً سباق للفوز بأكبر قدر من الإعلانات. فصفحات المجلات الموجودة لم تعد تكفي للسوق الإعلاني، ما يدفع كل مجلة إلى إصدار نسخة جديدة منها قد لا تحوي أي جديد فعلياً.
البداية مع شركة Lagardère التي تملك سلسلة مجلات «Elle» والتي أطلقت مجلة موسمية في نيسان الماضي هي «Very Elle» الهادفة إلى «تقدير المرأة» كما تقول مديرة تحريرها فاليري تورانيان. وتطبع المجلة اليوم 150 ألف نسخة. من جهتها شركة «بريسما برس»، الناشر لمجلات Voici، Femme Actuelle، وGéo، تطلق في 22 من الشهر الحالي المجلة الشهرية Femmes. ويرى رئيس تحريرها أن هذه المجلة موجهة للنساء «عندما يبدأن بالتفكير بأنفسهن». وينوي الناشر استثمار ما بين 5 و10 ملايين يورو في مولوده الجديد.
ناشرون آخرون يريدون حصة في السوق مثل مجموعة «ماري ــ كلير» التي ترغب في إحضار مجلة Look البريطانية إلى عاصمة الأنوار. وناشرو مجلة Vogue الذين يبحثون في إطلاق مجلة Vanity Fair.
ويذكّر مسؤول المبيعات في «ماري ـــــ كلير» فينسان سوليه أنه «بما أن 70% من المشتريات اليومية تشتريها نساء لذا فإصدار المجلات النسائية كوسيلة للترويج هو أمر طبيعي».