باسم الحكيمظلّت نضال أيّوب طويلاً في الكواليس. بقيت في مجال إعداد وتقديم الريبورتاجات في LBC لسنوات، قبل أن تنتقل إلى قراءة النشرة الصباحيّة وتظهر في الأوقات غير الرئيسيّة. وعلى رغم إعدادها للفيلم الوثائقي «أرمن لبنان» للمخرجة كارمن لبكي، إضافةً إلى إعداد مجموعة من الوثائقيات طيلة وجودها في المؤسّسة اللبنانيّة للإرسال، لم تحظَ ببرنامج خاص، حالها كحال مجموعة كبيرة من الإعلاميين الذين قرّروا الانتقال إلى شاشات أخرى. وها هي تنطلق هذا المساء ببرنامجها الأول «... بالمستقبل القريب» على قناة «أخبار المستقبل»، وتعده بمشاركة ميشال أبي راشد وزينة لمع. ويتضمن ريبورتاجات مصوّرة من مختلف المناطق اللبنانيّة، حضّرها إيلي أحوش وميشلين جاويش، ويخرجه إيلي مكرزل.
رفضت أيوب أن تُحتجز مع سياسيين أو مثقفين داخل الاستديو، ربّما لأنها اعتادت منذ بداياتها التلفزيونيّة تقديم التحقيقات المصوّرة. كما ابتعدت قدر الإمكان عن الحوارات التي يطلقها السياسيون يوميّاً على مختلف الشاشات اللبنانيّة والعربيّة، وقرّرت أن تتوجه في برنامجها إلى المُواطن. ولأن العاصمة هي دوماً مركز استقطاب أهل الإعلام والصحافة والأخبار، فيغيب لمصلحتها ذكر بقيّة المناطق إلّا في حال حدوث كوارث طبيعيّة أو اقتصاديّة أو اجتماعيّة، فإن برنامج «... بالمستقبل القريب»، سيكون لسان حال المناطق اللبنانيّة من الشمال إلى الجنوب إلى الشوف والمتن... هكذا، ستزور المناطق اللبنانيّة وتلامس مشاكل المواطن وهمومه، وتقدّم بعض اقتراحات الحلول، من دون أن تتعدى على مهمّات الوزارات المعنيّة أساساً بهذه الحلول. وتفضّل أيوب ألّا يكون برنامجها الذي لا يتجاوز ساعة من الزمن، مباشراً على الهواء، «لأن البرنامج ميداني، ويضيء على معاناة الناس في المناطق. نحاول تقديم مشروع حل من خلال الجمعيّات الأهليّة، إضافةً إلى اقتراحات الخبراء والمسؤولين، لمدّة 45 دقيقة، في وقت سأكتفي فيه بالربط والتعريف بالريبورتاجات». تحرص على ألّا يتحوّل البرنامج إلى ساعة شكوى، يتحدث فيها المواطن عن مشاكله ومعاناته، على غرار البرامج الإذاعيّة التي تفتح هواءها لسماع صوت الناس، والبحث عن حلول لها من خلال المسؤولين والوزراء والنواب. لكنّ ذلك لا يعني الاكتفاء بالنقد لمجرد النقد. ولا ترى أيوب مانعاً، في «تعميم حل قامت به إحدى القرى بشأن النفايات مثالاً على القرى المجاورة». تبحث عن الإيجابيّة في التعاطي مع هموم المواطن، «تعبتُ من السلبيّة في التعاطي مع الأمور، وما زال هناك خير في هذا البلد، والناس تعبوا... وإذا كانت السياسة والأماكن الجغرافيّة فرّقتنا، فالمعاناة ستجمعنا كلبنانيين من مختلف المناطق والأحزاب والطوائف». وتشرح أيوب عن توزيع المهمّات بين فريق البرنامج، كاشفةً عن «أكثر من مرحلة أوزّعها بين الزملاء، لنتمكن من إنجاز ساعة أسبوعيّة».
وبعدما صوّرت أيوب حتى اليوم أربع حلقات يجري مونتاج بعضها حاليّاً، لتكون جاهزة للعرض في الأسابيع المقبلة، تكشف عن بعض العناوين التي ستتناولها وبينها حلقة تتابع القانون 220/ 2000 المعني بحقوق المعوّق، وأخرى تلاحق موضوع الصحّة المدرسيّة، تسأل فيها إلى أيّ مدى هناك درجة من الوعي في المدارس الرسميّة والخاصة بشأن المباني التي يستخدمونها، وهل جميعها مؤهل بالفعل لاستقبال الطلّاب. كما تطرح في حلقة ثالثة موضوع المكتبات المفتوحة في وجه الجمهور في المناطق اللبنانيّة، وذلك في إطار تحقيقي. وتشرح أيوب عن الحلقة الأولى هذا المساء التي تسلّط فيها الضوء على موضوع الألغام والقنابل العنقوديّة. وتشرح: «يرى بعضهم أن أهل الجنوب هم المعنيون فقط بهذا الموضوع، لكنه يعني مختلف المناطق، لأننا اكتشفنا أن هناك قنابل عنقودية في الشمال والجبل». وتشير إلى «أننا صوّرنا في زوطر وسوق الغرب ونهر البارد، وتعرّفنا إلى ضحايا ألغام في منطقة سير الغربيّة أيضاً».

22:00 على «أخبار المستقبل»