strong>الأنباء الآتية من هوليوود الشرق غير قابلة للتصديق: نقيب الممثلين أشرف زكي فاجأ الجميع بفرمان يكافح مشاركة النجوم العرب في الأعمال المصريّة. كما توعّد بمحاربة الوجوه الجديدة، بوسائل قانونيّة شتّى. نقطة تحوّل في المشهد التلفزيوني والسينمائي؟
محمد عبد الرحمن
عندما استهلّ أشرف زكي، نقيب الممثلين المصريين، المؤتمر الصحافي الذي دعا إليه على عجل، بمطلع قصيدة محمود درويش «سجّل أنا عربي»... أعطى إشارة للصحافيين الذين توافدوا ليل أول من أمس على مقر النادي النهري للممثلين، بأن الاجتماع الطارئ سيحمل قرارات مهمة فعلاً، بخلاف ما أشيع على مدى 24 ساعة سبقت الإعلان عن الاجتماع. إذ قيل إن الأمر سيتعلّق فقط بتصريحات تُعنى بالوجوه الجديدة، بعدما زادت أخيراً، بشكل ملحوظ، ظاهرة أفلام المغمورين. غير أن زكي ومعه هشام سليم ومحمود الجندي ورياض الخولي وغيرهم من أعضاء مجلس النقابة، خالفوا كلّ التوقعات وأطلقوا قرارات، تُعدّ الأكثر صرامة في تاريخ تعامل النقابة المصرية مع الفنانين العرب من جهة، والوجوه الجديدة من جهة أخرى.
في البداية، أكّد النقيب أن ما سيتُلى من قرارات لا يعني على الإطلاق تراجع اهتمام النقابة بقضية القومية العربية، ولن يدلّ على ضجر أو تذمّر من حضور الفنانين العرب، وخصوصاً النجوم منهم، في المشهد الفني المصري. ورفض زكي بشكل علني، بصوت عال اقترب إلى الصراخ، ما طارده من اتهامات منذ توليه مسؤولياته قبل عامين وثلاثة أشهر، أي منذ أطلق قراره الأول المتعلّق بمنع الوجوه العربية غير المعترف بها في بلادها، من المشاركة في الدراما والسينما المصريتين.
آنذاك، قالوا إن أشرف زكي، لو جاء قبل مئة عام نقيباً للممثلين، لما ظهرت صباح وفايزة أحمد وحتى فيروز في مصر. لكن النقيب، وهو أيضاً المشرف على مسارح الدولة، نفى عنه تلك الاتهامات. وقال إن النقابة تهدف في النهاية إلى حماية أعضائها من أي ضرر، تحت أي مسمى، إضافة إلى حماية المواهب الجديدة التي درست أصول الفن، ثم تخرجت وفشلت في الحصول على فرصة، بسبب استعانة المنتجين بعارضات ومشتركات في مسابقات الجمال.
بعد تلك المقدمة النارية، توالت الصدمات: أولاها قرار بعدم السماح للنجوم العرب، مهما كانت مكانتهم، بتقديم أكثر من عمل فني في العام الواحد، ما يعني أن الممثل السوري مثلاً الذي سيصور فيلماً سينمائياً في بداية العام، لن يستطيع المشاركة لاحقاً في مسلسل رمضاني في العام نفسه، الأمر الذي سيحدّ كثيراً من نشاط الفنانين العرب في القاهرة، وهو نشاط وصل إلى ذروته في الأشهر الأخيرة، بشكل أثار مخاوف الكثير من النجوم المصررين (راجع «الأخبار»، عدد 28 آذار 2008).
صحيحٌ أن مبرر المنتجين الدائم هو ارتفاع أسعار فناني القاهرة، وقد تخطى أحياناً حاجز الخمسة ملايين جنيه (حوالى 900 ألف دولار)، لكن نقيب الممثلين رفض أيضاً هذا التبرير، مؤكداً أن الحلّ يكمن في البحث عن نجم مصري بديل، أو المضي قدماً في صناعة نجوم مصريين جدد، تماماً كما حدث مع أجيال سابقة، لم تكن في عهدهم أبواب استيراد النجوم العرب قد شُرّعت بعد. وشدد زكي على أن مجلس النقابة سيناقش مع النجوم الأرقام التي يطالبون بها، على أن يطلب منهم الحد منها، حتى لا تبقى باباً خلفياً لدخول غير المؤهلين. في الوقت نفسه، ستسعى النقابة، بقوة، لتغيير لائحة الأجور بشكل يُحسّن من أوضاع السواد الأعظم من أعضائها الذين يتعاملون مع الإذاعة على أساس لائحة، وضعت قبل أكثر من عشر سنوات. وهذه التصريحات المتعلقة بأجور الممثلين، حظيت بترحيب كبير من الحاضرين من فنانين، وبدا الأمر حدثاً انتخابياً لا مؤتمراً صحافياً، ومع ذلك، رفض زكي إعطاء الكلمة للممثلين، وطالب بإفساح المجال أمام أسئلة الصحافيين فقط.
وكانت المفاجأة التالية مع إعلان زكي قراره الثاني بعدم السماح باستمرار ظاهرة أفلام الوجوه الجديدة التي أصبحت هي الأخرى بابا خلفياً وواسعاً لدخول «أشباه الفنانين»، وأشار النقيب أشرف، بشكل لا يقبل الجدل، إلى أن تلك الأفلام وبعض القائمين عليها يدفعون بفتيات «لسن فوق مستوى الشبهات»، للحصول على «لقب ممثلة»، بينما النشاط الحقيقي يكمن بعيداً تماماً من الفن والتمثيل. وقال إن «أحد المنتجين الذين ثاروا على النقابة، قدم أفلاماً عدة أخيراً، فشلت جميعها (قصد المنتج هاني جرجس)... فلماذا تتساهل النقابة مع أمثال هؤلاء، حتى لو هددوا بالتصعيد؟ وخصوصاً أنها (أي النقابة) قادرة على الصمود، بل أصبح لديها حق «الضبطية القضائية»»، أي بات بإمكان ممثل النقابة تفتيش البلاتوه، ومنع التصوير في حال وجود ممثل غير معتمد. وعن هذه النقطة تحديداً، شرح زكي أن النقابة ستزرع عيوناً سرية في كل مكان لتنفيذ القرارات، وبرغم أن القانون يكفل للممثل، عضو النقابة، الإبلاغ عن أيّ مخالفة، يحجم هؤلاء عادة عن ذلك، لأن الإبلاغ يعني عدم تعاون المنتج معهم مرة أخرى. كذلك انتقد زكي ما حدث في أحد المسلسلات أخيراً، بعدما تنقل السيناريو بين أكثر من نجم عربي، فرفضوه سراً وعلناً. بل إن «بعضهم «أهان السيناريو» وقال إنه ضعيف، قبل أن يذهب الدور إلى ممثل مصري، مشدداً على أن المصري كان متاحاً أمام المنتج قبل كل هؤلاء». وقصد زكي مسلسل «ناصر» الذي حطَّ رحاله أخيراً لدى مجدي كامل، بعدما عرض على عدد من الفنانين السوريين. وتردد أن جمال سليمان انتقد نص الكاتب يسري الجندي، لكن الممثل السوري سرعان ما نفى ذلك. غير أن سامر المصري خرج ليؤكد اعتذاره عن العمل، لأن النص وثائقي، وهو ما عدّه نقيب الممثلين ــ من دون ذكر أسماء ــ رد فعل طبيعياً على لهث المنتجين المصريين وراء النجوم العرب، في ظل غياب أي قانون حاسم يمنع ذلك.
إضافة إلى ما سبق، ستطلب النقابة وضع نسخة من عقود أي عمل فني في مقر النقابة، لضمان حقوق الممثلين من جهة، ولمراقبة الأسماء الجديدة من جهة أخرى. حتى لو نجح المنتج في «تهريب» بعض الوجوه من دون وجه حق، فـ«جينيريك» المسلسل أو الفيلم، سيخضع للمراقبة أيضاً. على هذا الأساس، سيُسمح بمشاركة وجهين جديدين فقط في كل فيلم أو مسلسل.
وفي النهاية، أعلن زكي القرار الأخطر القاضي بعدم إعطاء تصاريح جديدة للفنانين الجدد في المرحلة المقبلة لأجل غير مسمى، بمعنى أن الذي حصل على تصريح مسبق يمكنه العمل مجدداً، لكن تحت رقابة النقابة للتأكد من أهليته، بينما لن يتمكن أي منتج أو مخرج من تقديم وجه جديد مستقبلاً. وطالب زكي الجميع بالبحث أولاً بين الوجوه المقيّدة نقابياً وطلاب أكاديمية الفنون، قبل الاستعانة بالأصدقاء وعارضات الأزياء ليصبحوا أبطالاً ونجوماً، من دون وجه حق. وبرغم كل حدّة الكلام والصراخ، أكد متابعون أن الأوان لم يفت بعد، وأن المنتجين الذي ضربوا سابقاً بقرارات النقابة عرض الحائط، قد يتمكنون من الدخول في مفاوضات مع زكي وشركائه، لعلهم يخففون من هذه القرارات الثوروية.
ويبقى السؤال: هل فعلاً ستؤخذ قرارات النقيب على محملّ الجد؟ كيف سيتقبل الفنانون العرب هذه القرارات؟ وأي تحولات قد ينتج منها في المشهد الدرامي السينمائي؟ ثم ماذا عن الأعمال الرمضانية والسينمائية التي تصوّر حالياً، ويشارك فيها أكثر من فنان عربي: هل سيُغضّ الطرف عنها على أساس أن تنفيذها بدأ قبل سريان مفعول القرارات الجديدة؟ وأخيراً هل تسهم هذه التغييرات في تعزيز مكانة مسلسلات دمشق وبيروت والخليج والمغرب، فتنتقل إليها بعض الوجوه التي «طُردت» من القاهرة؟


strong>من هم أبرز الخاسرين؟
إذا فرضنا أن نجوم سوريا ولبنان وباقي الدول العربية، سيقصدون مصر مستقبلاً، بحثاً عن دور يليق بهم، ولا يتعارض مع نشاطهم الفني في بلادهم... فإن قرار النقابة في هذه الحالة لن يضرّ بممثلي الصف الأول مثل جمال سليمان وسلاف فواخرجي وتيم الحسن وأيمن زيدان وغيرهم. هؤلاء ما زالوا مطلوبين في سوريا، وجدول أعمالهم قد يسمح لهم بعمل واحد كبير في هوليوود الشرق على مدار العام. لكن أسماء أخرى ستتعرض لخسائر كبيرة، لا بسبب انحسار حضورها في مصر فقط، بل لأن العودة إلى الوطن لن تكون سهلة. ذلك أن صحافة بلادهم التي انتقدت طويلاً «تمصّرهم»، ستجد عودتهم الإجبارية بمثابة «هزيمة» لا يمكن التغاضي عنها. ويبدو أن تصريحاً من نوعية «أقضي وقتي بين القاهرة ودمشق» سيصبح «نكتة قديمة» راح زمانها. على سبيل المثال، خرجت جومانة مراد لتؤكد أن ارتباطها بالجزء الثالث من «باب الحارة»، جاء رداً على ما تردد في شأن تراجع فرصها في القاهرة بعد أزمة «لحظات أنوثة»، وعدم الانتشار الكافي لمسلسل «ساعة عصاري». لكن الوضع، بعد القرار بات مختلفاً. والكل أصبح يعلم بأن عودة جومانة إلى دمشق، لن تنحسر فقط بانشغالها بالزواج من أبو شهاب.
بعد جومانة مراد تأتي التونسية درة زرّوق كواحدة من أبرز الخاسرين، وذلك، بعدما شكلت ظاهرة اعتبرها الكثيرون «مستفزة» في العامين الماضيين، عندما صورت أربع أفلام متتالية، حتى قبل أن يعرض لها أي منهم. وهي اليوم تقصد تونس لتصوير فيلم سينمائي، على أن تعود بعدها لاستكمال مشروعاتها الفنية في القاهرة. علماً بأنها لم تحظَ بأي إشادة نقدية عن الأفلام التي قدمتها داخل مصر، وبينها «هي فوضى» و«جنينة الأسماك» و«كلاشينكوف» و«الأولة في الغرام»، إذ صُنّفت فقط كوجه جميل لا يزال في مرحلة التجارب. ومن بين الخاسرات أيضاً، اللبنانية رزان مغربي التي كانت تستعد لدخول أكثر من عمل سينمائي قريباً، لكنها باتت الآن ملتزمة فقط بدور «صفية» في مسلسل «عدى النهار». كذلك نيكول سابا التي صوّرت هذا العام فيلم «ليلة البيبي دول» واعتذرت عن «الدالي» بسبب شغلها في «عدى النهار»، كما كانت تتحضر لمشروعات أخرى. وقد يعيد المنتجون النظر فيها بعد القرار العاصفة. يلي كل هؤلاء اللبنانية دوللي شاهين التي باتت الخيار الأول للأعمال التي تتطلب تساهلاً من البطلة مع المشاهد الجريئة. وكانت شاهين قد أنهت أخيراً تصوير دورها في فيلم «نمس بوند»، غير أن الخاسرين ليسوا نساءً على طول الخط، فهناك الممثل الأردني إياد نصار الذي انطلق في القاهرة، بعد مشاركته في مسلسل «صرخة أنثى». كما شارك في فيلم «100% حي» قبل أن ينهمك حالياً بتصوير فيلم «أدرنالين» مع خالد الصاوي وغادة عبد الرازق، وأصبح حضوره في الوسط الفني القاهري أمراً معتاداً.


strong>هند... لا تقولي وداعاً
فنانة تونسية وأخرى لبنانية هما فقط من حصل على تعاطف الصحافيين في المؤتمر الساخن: هند صبري ونور. الأولى يرى الصحافيون أنّها «بنت البلد»، وهي منذ فيلم «أحلى الأوقات» وحتى «الجزيرة»، تحصد إعجاب الجمهور والنقّاد على حد سواء. أما نور، فعلى رغم أنها لا تمتلك الموهبة ذاتها، أصبح بينها وبين المصريين «عشرة عمر». ذلك أن الفنانة الجميلة جاءت قبل عشر سنوات للعمل في مجال الإعلانات، ثم اكتشفها المنتج محمد العدل وقدمها عام 2000 في أول بطولات أحمد السقا «شورت وفانلة وكاب». ثم توالت أفلام نور لتُعدّ مع صبري أبرز الفنانات العربيات في مصر. ولم تنجح الموجة الأخيرة في هز مكانتيهما. لهذا كان من الطبيعي أن يسأل الصحافيون: هل تتساوى هند ونور، مع جومانة وسلاف ونيكول ورزان؟ وجاءت الإجابة قاطعة من أشرف زكي، عندما أكد أن القرار ينطبق على الجميع. غير أنه أضاف ضاحكاً إن هند تحديداً نجت من المأزق بزواجها الذي تمّ قبل شهر واحد برجل أعمال مصري هو أحمد شريف، وبالتالي، ستحصل على الجنسية المصرية لاحقاً.
وحتى ذلك الحين، إذا بدأت هند تصوير مسلسل «بعد الفراق» كما كان مقرراً خلال الشهر الجاري، فلن تتمكن من الوقوف أمام كاميرا أي مخرج آخر حتى نهاية 2008. ما سيربُك حسابات المنتجين والمخرجين الذين رشحوها لأعمال سينمائية يجري الإعداد لها. وهي قد تفكر في الاعتذار عن المسلسل حتى لا تضيّع فرصة بطولة سينمائية، قد تكون أكثر أهمية في مسيرتها الفنية. والمسألة بالنسبة إلى نور لن تختلف كثيراً. إذ بدأت قبل شهر تصوير فيلم «بوكشاش» مع محمد سعد. وأياً كان موقف الفيلم المجمّد حالياً فقد حسب عليها. بينما رُشحت لأفلام أخرى، لم يبدأ تصويرها. كما كان من المفترض أن تقوم ببطولة مسلسل «دموع القمر»، وهو أول بطولاتها التلفزيونية بعدما شاركت في دور رئيسي في «العميل 1001».


نقابات في موقف محرج
وضع قرار مجلس نقابة المهن التمثيلية، نقابتي المهن السينمائية والمهن الموسيقية في حرج بالغ. إذ طالب المجتمعون في مؤتمر أول من أمس بمعرفة رد فعل النقابات الأخرى، وذلك بعدما طرحت الإعلامية ماجدة القاضي على أشرف زكي، سؤالاً عن موقف المخرجين العرب من كل ما يحدث، وخصوصاً أن بعض المخرجين المصريين الشباب، اشتكوا مراراً من ضياع فرصهم بعد تكرار الاستعانة بزملاء عرب. إذ أكد ياسر زايد وهشام عكاشة وباسم محفوظ أن الأعمال تسحب منهم لمصلحة آخرين. أضف إلى ذلك أن قرارات النقابة، تأتي في وقت تُكمل فيه رشا شربتجي نشاطها في مصر مع يحيى الفخراني، ويحضّر باسل الخطيب لـ“جمال عبد الناصر”. بينما اتسعت دائرة نشاطات حاتم علي لتشمل عروضاً سينمائية أبرزها “الولد” و“محمد علي باشا”. غير أن أشرف زكي رمى الكرة في ملعب ممدوح الليثي، على اعتبار أن نقابة السينمائيين هي المتخصصة في بحث المواضيع المماثلة. والمعروف أن هذه النقابة تُحَصّل رسماً قيمته 18 ألف دولار، مقابل السماح لمخرج غير مصري بالعمل داخل البلاد، وهو ما يراه المصريون غير كافٍ للحدِّ من استعانة المنتجين بخبرات عربية على حساب أهل البيت. كذلك بات منير الوسيمي، نقيب الموسيقيين، مطالباً بتشديد مواقفه من الفنانات العربيات غير المعترف بهن في بلادهن، وذلك بعدما انتقد بعضهم في المؤتمر الصحافي دخول جميلات عربيات إلى ساحة التمثيل من بوابة الكليبات الساخنة.


strong>«هدوء» ما قبل العاصفة
بعد صدور القرارات المفاجئة، استرجع الفنانون والصحافيون داخل نادي الممثلين، العديد من المواقف الأخيرة التي رأوا أنّها «إرهاصات»، عجّلت بالقرار الذي بدأت أصداؤه تتردد بقوة في الأوساط الفنية.
إلى جانب تعاظم حضور الفنانين العرب في القاهرة بمختلف جنسياتهم، كان ما حدث بعد عرض فيلم «لحظات أنوثة» بمثابة فتح جديد لملف الفنانات العربيات في مصر. إذ نالت جومانة مراد واللبنانية ميرا هجوماً كاسحاً من جانب علا غانم وحسين الإمام، بعدما تصدّرت مراد أفيشات ثاني أفلامها المصرية. وجاء مستوى الشريط المتواضع، ليدفع بالفنانَين المصريَّين إلى الخروج عن الصمت، والتأكيد أنهما وقعا ضحية هرولة المنتج محمد عشوب وراء العربيات، أي جومانة وميرا. وكلتاهما كانت نقطة ضعف في الفيلم، ومعهما المصرية أجفان، إضافةً إلى محمد ظاظا، ومحمد سليمان، وعادل عشوب. ما يعني أن الفيلم جاء ليمهد لقرارات النقيب، سواء تلك الصادرة بخصوص العرب أو الوجوه الجديدة على حد سواء.
واعتذر المخرج مؤنس الشوربجي لغانم والإمام عن مستوى الفيلم، مؤكداً أنه لم يكن مسؤولاً عن «تدليل» جومانة مراد. في إشارة إلى دور المنتج محمد عشوب في ذلك، ووصلت حدة الخلافات إلى حد التهديد بتحريك دعاوى قضائية من الكل وضد الكل.
إشكال آخر حدث بين نيكول سابا ورزان مغربي. إذ اندلعت حرب كلامية بينهما إثر مشاركتهما في مسلسل «عدى النهار». حتى طغت الخلافات بينهما، وخصوصاً تلك المتعلقة بأجر كل منهما، على المسلسل نفسه والمخضرمين المشاركين فيه، سواء المخرج إسماعيل عبد الحافظ، أو صلاح السعدني وعفاف شعيب وسمير صبري. وعلى رغم تهدئة الأجواء لاحقاً، وتصريحات رزان التي أكدت فيها أنها لا تسعى إلى فرض اسمها كبطلة، بدا كأن العمل المصري أصبح مسرحاً لفنانات لبنان اللواتي يبحثن عن النجومية، بينما لم تصل أي من رزان أو نيكول إلى مرحلة تسمح لهما بالكلام عن موهبتهما التمثيلية.