رام الله ــ يوسف الشايبوجاء في بيان صادر عن «سرية رام الله الأولى»، الجهة المنظمة لمهرجان رام الله الدولي للرقص المعاصر، أنّ «الاحتلال كان ولا يزال يعمد إلى تعطيل المهرجانات والهجوم عليها عسكرياً وثقافياً، لإدراكه الحجم الكبير لتأثير النضال الثقافي والفكري، ودور الفنون في تحرر الشعوب، والتطلع إلى مستقبل أفضل، وللأسف، تتقاطع بعض الأصوات التي تدّعي الحرص على المصلحة الوطنية، هذه الأيام، مع ما قام ويقوم به الاحتلال، عبر الهجوم الظلامي على مهرجان رام الله للرقص المعاصر، وعلى ثقافة الحياة والأمل لدى الشعب الفلسطيني».
وتوالت ردود الفعل عمّا بات يعرف بـ«معركة مهرجان الرقص»، إذ أدلى العديد من المثقفين، ونشطاء المجتمع المدني برأيهم عبر مقالات على مواقع إلكترونية عدة، أو منتديات حوارية.
الكاتب والروائي زكريا محمد كتب تحت عنوان «ما فيش فايدة يا صفية»: «المحزن أنّنا كلّما ظننا أن هذا التنظيم (حركة حماس) سيتصرف بشكل مسؤول، نفاجأ بأنه يزداد جنوناً، بحيث يكاد المرء أن يقتنع بأنه لا أمل (...) في أن يتحوّل إلى حركة سياسية ناضجة».
خالد الغول، نائب رئيس مجلس أمناء فرقة الفنون الشعبية الفلسطينية، يقول بدوره: «أرجو الخوض في هذا النقاش بأسلوب حضاري يليق بشعب ينتج الثقافة، وينتج المقاومة كفعل ثقافي تاريخي متجذر. فالرقص فن إنساني لا يمكن النظر إليه بالغرائز. لذا فليترك نقد الثقافة لمن ينتجونها، وليترك الحديث عن المقاومة لمن يبتكر أساليب وصولها إلى أهدافها الحقيقية».
وأفرد منتدى مؤسسات المجتمع المدني الفلسطيني على شبكة الإنترنت، مساحة واسعة للنقاش بشأن «معركة مهرجان الرقص». وعن ذلك، يقول الناشط رامي مهداوي، مؤسس المنتدى: «الحوار الذي دار في الأيام الماضية بشأن مهرجان الرقص عكس الانقسام الكبير في الآراء، فهناك رأي يتمحور حول أن الثقافة والفنون وسيلة مقاومة ونضال حيوية ومهمة، في حين أن الرأي الآخر يتجه إلى التشدد، وإلى وصفه بالرقص على الجراح وجثث الشهداء». ويضيف: «علينا تعزيز جميع سبل المقاومة ضد الاحتلال، العسكرية، والسياسية، والثقافية، والفنية، والاجتماعية، بدلاً من الدخول في جدل عقيم، لا يفيد القضية الفلسطينية».
واشتمل المنتدى على آراء متعددة عكست الانقسام السياسي الحاصل على الساحة الفلسطينية. والدورة الثالثة من «مهرجان رام الله للرقص المعاصر» التي تستمر حتى 5 أيار (مايو)، تستضيف 14 فرقة رقص وموسيقى من دول مختلفة، إضافة إلى عدد من الفرق الفلسطينية المحلية.