باريسيات أنيقات يلبسن أحدث صيحات الموضة. أطفال يلعبون في الحدائق العامة. متاجر مزدحمة بالمتسوقين ومقاهٍ تعجّ بالعشاق: صور تضج بالألوان والحياة والناس السعداء في أربعينيات القرن الماضي في العاصمة الفرنسية تعرض في مكتبة المدينة التاريخية تحت عنوان «باريس تحت الاحتلال». تتناقض هذه الصور بشكل كبير مع ما يعرفه الجميع عن معاناة الناس مع الاحتلال الألماني للدولة. ولذلك فإن المعرض الذي زاره أكثر من 11000 شخص منذ افتتاحه في نهاية آذار يثير زوبعة انتقادات وجدل كبير في فرنسا، كما أوضحت مجلة «تايم». إذ يعترض العديد من الأشخاص على إهمال منظمي المعرض، وذلك باغفالهم ذكر أن الصور كانت جزءاً من البروباغاندا النازية وطُلبت رسمياً من المصور أندريه زوكا بهدف إظهار كم أن الفرنسيين سعداء بالوجود الألماني في بلدهم. ويرى بعض المعترضين أن عدم توضيح هذا الأمر في المعرض يوجه إهانة إلى ضحايا الهولوكوست الذين جاء عدد كبير منهم من منطقة مجاورة لمكان المعرض. وفيما طالب بعض النواب بإلغاء المعرض، رأى عمدة باريس برتراند دولانوي أن ذلك «سيحول الغلط إلى خطأ». وبعد مساندة العمدة للمعرض، عمد منظموه إلى وضع لوحات توضيحية في لغات عدة لإعلام الجمهور أن الـ250 صورة طلبتها مجلة «سيغنال» الألمانية من المصور زوكا لإظهار «ازدهار» مدينة باريس تحت الاحتلال. وكانت المجلة قد زودت زوكا بأفلام «أغفا كولور» نادرة وغالية جداً آنذاك، ما جعل الصور ذات نوعية وقيمة فنية عالية. ويرى المنظمون أنه رغم ما تعكسه بعض الصور من حياة رخاء تحت الاحتلال، فالمعرض يحتوي على صور تظهر منشآت ألمانية وأعلاماً نازية، وأعداداً كبيرة من الجنود الألمان يتمشون في شوارع باريس بطريقة لا تترك شكاً في معناها الحقيقي.