خالد صاغيةستشهد الاشتراكيّة قفزة نوعيّة في العالم خلال الأسابيع والأشهر المقبلة. وستسلك الردّة اليمينيّة التي تشهدها بلدان عديدة في أوروبا طريق الانحسار. شعبيّة ساركوزي في تدهور مدهش. الأكثريّة التي حازها برلوسكوني لن تعمّر طويلاً. انتهى زمن التردّد اليساري.
فإذا كان الاشتراكيّون الأوروبيّون قد تلقّوا هزائم عديدة لعجزهم عن تقديم برنامج عمل يحافظ على المكتسبات التي قدّمتها دولة الرعاية والتكيّف مع متطلّبات العولمة، فإنّ هذا المأزق وُجدت له مخارج مختلفة في مؤتمر البريستول الأخير.

لقد تنكّبت الاشتراكيّة الدوليّة، بقضّها وقضيضها، مشقّة الحضور إلى بيروت للاستئناس برأي إيدي أبي اللمع في معضلة الإنتاج والتوزيع. أمّا الأمين العام لقوى 14 آذار البلشفيّة، فارس سعيد، فنقل إليهم تجربة قرنة شهوان في تأميم مؤسّسات الطائفة المارونيّة، وتوزيع أراضي الوقف الكنسي على المحتاجين.
غطاس خوري لم يأتِ بصفته الشخصيّة لرواية تجربته في بناء بيوت الأطبّاء، بل جاء ممثّلاً لتيّار المستقبل، صاحب الفضل في تطبيق السياسات الاشتراكيّة في لبنان على مرّ أكثر من عقد. وقد أثنى دوري شمعون على ما حقّقته الحريريّة من ضمانات اجتماعيّة لأبناء العائلات وأصحاب رؤوس الأموال والمضاربين العقاريّين.
بطريرك الجلسة، رئيس الحزب التقدّمي الاشتراكي وليد جنبلاط، أكّد أنّ النيوليبراليّة هي أقصر الطرُق نحو الاشتراكيّة. هذه كانت وصيّة «المعلّم» كمال جنبلاط، وما الابن إلا سرّ أبيه.