خالد صاغيّةعاد النائب سعد الدين الحريري من المملكة العربية السعودية بتعليمات واضحة: الترحيب بالحوار ورفضه في الآن نفسه، الدعوة لانتخابات رئاسية فورية وتعطيلها في الآن نفسه. فتنقّل بين موقع مسيحيّ وآخر، يشكو عجزه عن إغماض عينيه ما دامت الانتخابات الرئاسيّة متعثّرة. تمكّن من خداع البعض، وتواطأ معه آخرون. بدأت حفلة النواح. فالحريري، ومن ورائه أمراء وملوك وأباطرة، مصابون بألم فظيع لرؤية فؤاد السنيورة حاكماً بأمره على رأس حكومة العار. ويتشارك الحريري في هذا الحزن العارم مع الأمانة العامّة لثورة الأرز التي حفظت موقع رئاسة الجمهورية، وصانته من التهميش والعزل.
والواقع أنّ النائب الحريري وشركاءه مستعجلون حقّاً لإجراء انتخابات رئاسيّة لخمسة أسباب وجيهة على الأقلّ:
ــــ البدء برشوته من أجل كفّ يده عن إدارة شؤون البلاد.
ــــ تأمين حضور رسميّ في قدّاس مار مارون.
ــــ الحصول على غطاء مسيحي لاستكمال عمليّة النهب المنظّم.
ــــ «تربيح جميلة» لبكركي.
ــــ الحدّ من نفوذ التيار الوطني الحرّ بين المسيحيّين.
لكلّ هذه الأسباب، صدر بيان عن الاجتماع الأخير لأركان قوى 14 آذار في قريطم، اعتبر «اجتماعات الأمانة العامة لقوى 14 آذار مفتوحة حتى نهاية أزمة رئاسة الجمهورية». لعلّ هذا وحده سبب كافٍ لإقناع الطرف الآخر بالتعجيل في إنهاء الأزمة!